Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genre-genre
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((والذي نفس محمد بيده أن الرجل من أهل الجنة ليتناول الثمرة فيأكلها فما هي واصلة إلى فيه حتى يبدل الله مكانها مثلها، فإذا أبصرها مثل الأولى قالوا ذلك {ولهم فيها أزواج} من الحور العين {مطهرة} أي: مطهرة من أذى وقذر مما في نساء الدنيا من مساوئ الأخلاق، وآفات الشيب والهرم والخبث والكيد، وقيل: مطهرات في الخلق بأنهن لا يحضن ولا يبلن ولا يأتين الخلا، وفي الخلق بأنهن لا يحسدن ولا يغرن ولا ينظرن إلى غير أزواجهن ومطهرة أبلغ من طاهرة لأنه للتنكير {وهم فيها خالدون} لأن تمام النعمة الخلود والخلود البقاء الذي لا انقطاع له إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين(26)الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون(27)
{أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا} لما ضرب الله المثل للمشركين بالذباب والعنكبوت في كتابه ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله فأنزل الله تعالى أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا أي: لا يترك ولا يخشى أن يضرب مثلا أي يبين شبها {ما بعوضة} ما زائدة مؤكدة والبعوضة صغار البق الواحدة بعوضة، والمعنى إن الله لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحي أن يمتثل بها لحقارتها {فما فوقها} أي: فما زاد عليها في القلة والحقارة والذي دونها من الصغر جناحها.
قال رضي الله عنه : وفي خلق الله حيوان أصغر منها ومن جناحها ربما رأيت في تضاعف الكتب القديمة ذويبة لا يكاد يجليها للبصر الحاد إلا تحركها، فإذا سكنت فالسكون يواريها ثم إذا لوحت لها بيديك مالت عنها وتجنبت مضربها، فسبحان من يدرك صورة تلك وأعضائها الظاهرة والباطنة وتفاصيل خلقها، ويبصر بصرها ويطلع على ضميرها، ولعل في خلقه ما هو أصغر منها وأصغر {فسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} وأنشد لنفسه:
يا من يرى مد البعوض جناحها .... في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى عروق نماطها في نحرها .... والمخ في تلك العظام النحل
Halaman 39