Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genre-genre
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون(25)
{وبشر الذين أمنوا وعملوا الصالحات} البشارة هنا تظهر من سرور المخير فإن كان خيرا آثر المسرة والنشاط وإن كان شرا آثر المأساة والغم أي: أخبرهم بخبر يظهر به أثرا المسرور على بشرتهم {أن لهم جنات} أي : حدائق ذات أشجار {تجري من تحتها الأنهار} أي: من تحت أشجارها ومنازلها، والجنة اسم لدار الثواب، وهي مشتملة على جنات كثيرة مرتبة مراتب على حسب استحقاق العاملين لكل طبقات منهم جنات وصورة جري الأنهار من تحتها كما ترى الأشجار النابتة على شواطئ الأنهار الجارية.
وعن مسروق: أنهار الجنة تجري في غير أخدود وأثره البساتين وأكرمها منتظرا ما كانت أشجاره مظلة والأنهار في خلالها مطردة، وفي خلق الجنة خلاف فعن الحسن أنها مخلوقة وأستدل بسكنى أدم وحوى وبمجيئها في القرآن.
وعن الشيخين أبي علي، وأبي هاشم أنها لما تخلق ولو كانت مخلوقة لبقيت ولكل حجة. {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا} أي: كلما طعموا من الجنات من أي ثمرة كانت من تفاحها أو رمانها أو عنبها شيئا قالوا:{هذا الذي رزقنا من قبل} أي: مثل الذي رزقناه في الدنيا لتشابهه ما يؤتون به أو أرادوا هذا من نوع ما رزقنا من قبل أجناسها متشابهة وإن تفاوتت تفاوتت إلى غاية لا يعلمها إلا الله {وأتوا به متشابها} بمعنى في اللون والصورة مختلفا في الطعم وذلك أبلغ في الإتحاف ما دخل في باب الإعجاب.
Halaman 37