Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genre-genre
إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون(153)ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور(154) {إذ تصعدون} أي: تذهبون في الوادي وقيل في الجبل، ومعنى ذلك أنهم أبعدوا في الهزيمة {ولا تلوون على أحد} أي: تعرضون ولا تقيمون، {والرسول يدعوكم} روي: أنه كان يقول إلي عباد الله إلي عباد الله، أنا رسول الله من يكر فله الجنة {في أخراكم} أي: في جماعتكم المتأخرة، {فأثابكم غما بغم} أي: جازاكم الله بالهزيمة، وظفر المشركون بكم، بسبب غم أذقتموه رسول الله بعصيانكم له ومخالفة أمره، {لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم} أي: لتمرنوا على تجرع الغموم وتألفوا على احتمال الشدائد ولا تحزنوا فيما بعد على فائت من المنافع، ولا على نصيب من المضار ويجب أن يكون الضمير في فاتكم للرسول، أي فأتاكم بالإغتمام فكما غمكم ما نزل به من كسر الرباعية والشجة، وغيرهما غمة ما نزل بكم، فأثابكم غما أغتمه لأجلكم بسبب غم اغتمتموه لأجله ولم يثوبكم على عصيناكم ومخالفتكم لأمره، وإنما فعل ذلك ليسليكم وينفس عليكم {لئلا تحزنوا على ما فاتكم} من النصر {ولا على ما أصابكم} من غلبة العدو {والله خبير بما تعملون} من طاعته، وطاعة رسوله، ومخالفته ومخالفة رسوله، وبتوبتكم على المخالفة والندم عليها {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} أنزل الله الأمن على المؤمنين، وأزال عنهم الخوف الذي كان بهم حتى نعسوا وغلبهم النوم.
Halaman 354