272

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Genre-genre

Fikah Syiah

وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين(115)إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(116)مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون(117) {وما تفعلوا من خير فلن [8]تكفروه} أي: فلن تحرموا جزاءه {والله عليم بالمتقين} بشارة لهم بجزيل الثواب ودلالة على أنه لا يفوز عنده إلا أهل التقوى ،{إن الذين كفروا} وغيرهم {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا} إن أموال الكفار وأولادهم التي يفتخرون بها، في الدنيا لا يدفعون عنهم شيئا من عذاب الله {وأولئك} الكفار، {أصحاب النار فيها خالدون} لا خروج لهم منها {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيه صر} هو الريح البارد، ومثله الصرصر شبه الله تعالى ما كانوا ينفقون من أموالهم في المكارم والمفاخرة وكسب الثناء وحسن الذكر بين الناس لا يبتغون به وجه الله بالزرع الذي حسه البرد، فذهب حطاما وقيل هو ما كانوا يتقربون به إلى الله مع كفرهم لأن أعمالهم محبطة وقيل: أنفقوه بعداوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضاع عنهم لأنهم لم يبلغوا بإنفاقه غرضا {أصابوا حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته} شبه بحرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلك عقوبة لهم على معاصيهم لأن الإهلاك عن سخط أشد وأبلغ، والغرض في تشبيه ما أنفقوا في قلة نفعه لهم بالزرع المهلك بالريح البارد {وما ظلمهم الله} أي: المنفقين بمعنى: وما ظلمهم الله بأن لم يقبل نفقاتهم {ولكن أنفسهم يظلمون} معنى ولكنهم ظلموا أنفسهم بارتكابهم ما استحقوا به العقوبة مما لا يرضي الله وفيه دليل على أن العقوبة على الذنب تكون في الدنيا وفي الحديث إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يذنبه.

Halaman 330