262

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Genre-genre

Fikah Syiah

قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين(95)إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين(96)فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين(97) {قل} يا محمد {صدق الله} هذا تعريض تكذيبهم أي: ثبت أن الله صادق فيما أنزل وأنتم الكاذبون {فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} وهي ملة الإسلام التي عليها محمد وأصحابه، حتى تخلصوا من اليهودية التي ورطتكم في فساد دينكم ودنياكم حيث اضطرتكم إلى تحريف كتاب الله ، لتسوية أغراضكم وألزمتكم تحريم الطيبات التي أحلها الله لإبراهيم ومن تبعه، {وما كان من المشركين} تعريض ما هم عليه من الشرك {إن أول بيت وضع للناس} معنى: وضعه أنه جعله متعبدا لهم فكأنه قال إن أول متعبد للناس الكعبة، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأنه سئل عن أول مسجد وضع للناس فقال المسجد الحرام، ثم بيت المقدس وسئل كم بينهما قال أربعون سنة، وعن علي عليه السلام قال له: أهو أول بيت قال لا: قد كان قبله بيوت ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا فيه الهدى والرحمة والبركة وأول من بناه إبراهيم ثم بناه قوم من العرب من جرهم، ثم هدم فبنته العمالقة، ثم هدم فبناه قريش وعن ابن عباس: هو أول بيت حج بعد الطوفان، وقيل: هو أول بيت طهر على وجه الأرض عند خلق السماء والأرض خلقه قبل خلق الأرض بألفي عام، فكان زبدة بيضاء على الماء، فدحيت الأرض تحته، وقيل: هو أول بيت بناه آدم في الأرض، وقيل: لما هبط آدم قالت له الملائكة طف حول هذا البيت، فلقد طفنا قبلك بألفي عام، وكان في موضعه قبل آدم بيت يقال له الضراح فرفع في الطوفان، إلى السماء الرابعة، تطوف به ملائكة السموات {للذي ببكة} أي: للبيت الذي ببكة وهي علم لبدء الحرام، ومكة وبكة إسمان لها، وقيل: مكة البلد وبكة موضع المسجد وقيل: سميت بكة لأنها تبكي أعناق الجبابرة، أي لدقتها لم يقصدها جبارا إلا قسمه الله {مباركا} كثير البركة لما يحصل لمن حجه واعتمره وعكف عنده، وطاف حوله من الثواب، وتكفير الذنوب {وهدا للعالمين} لأنه قبلتهم ومتعبدهم {فيه آيات بينات} أي: معجزات واضحات {مقام إبراهيم} عطف ببيان لقوله آيات بينات وضح أن يجعل وحده بمنزلة آيات غيرت لظهور شأنه وقوة دلالته على قدرة الله ونبوة إبراهيم –عليه السلام- من تأثير قدميه في حجر صلد، أو تكون مشتملا على آيات لأن أثر القدم في الصخرة الصماء آية، وغوسها فيها إلى الكعبين آية، وإلانة بعض الصخرة دون بعض آية، وإبقائه دون سائر آيات الأنبياء آية لإبراهيم خاصة وحفظه مع كثرة أعدائه من المشركين وأهل الكتاب، والملاحدة، ألوف نبيه آية ويجوز أن يراد فيه آيات بينات مقام إبراهيم وآمن من دخله لأن الآيتين نوع من الجمع ويجوز أن يذكرها بأن الإثنتان ويطوي ذكر غيرهما، دلالة على كثر تكاثر الآيات كأنه قيل فيه آيات بينات مقام إبراهيم وآمن من دخله وكثير سواهما، ومنه قوله

عليه السلام: ((حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقراءة عيسى في الصلاة)) .

قال رضي الله عنه: ترك الثالثة ولو ذكرها لقال والحسنان تنبيها على أنه لم يكن من شأنه أن يذكر شيئا من الدنيا فتدارك وذكر ما هو من الدنيا وقيل إنما طوى ذكرهما لشهود محبتهما وصيانة لهما من عين الكمال وفي نسب تأثير قدم إبراهيم في الحجر قولان: أحدهما أنه لما ارتفع بنيان الكعبة وضعف إبراهيم عن حمل الحجارة قام على هذا الحجر فغاصت فيه قدماه، وقيل: أنه لما ارتفع بنيان الكعبة، وضعف إبراهيم عن حمل الحجارة قام على هذا الحجر فغاصت فيه قدماه وقيل: أنه جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت امرأة إسماعيل: انزل حتى تغسل رأسك فلم ينزل فجاءت الحجر ووضعته على شقه الأيمن فوضع قدمه عليه حتى غسلت، شق رأسه ثم حولته إلى الأيسر حتى غسلته، فبقي أثر قدميه عليه، {ومن دخله كان آمنا} وذلك بدعوة إبراهيم

عليه السلام ربي اجعل هذا البلد آمنا، وكان الرجل لو جر كل جريرة، ثم لجأ إلى الحرم لم يطلب.

Halaman 315