162

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Genre-genre

Fikah Syiah

قال ابن عباس: هو ما فضل من المال عن النفس والعيال، ليكون عن ظهر غني والآية نزلت في سؤال عمرو بن الجموح، وكذلك لما بين الله تعالى مصرف التصدق أعاد السؤال عن مقدر ما ينفق فنزل قل العفو والصلح في اللغة الزيادة أي: ماذا دوعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجئ أحدكم بماله كله يتصدق به ويجلس يتكفف الناس الصدقة عن ظهر غنى {كذلك يبين الله لكم الآيات} الناطقة بمصالحكم {لعلكم تتفكرون} في الدنيا والآخرة فتأخذوا بما هو أصلح لكم كما بينت لكم أن العفو أصلح من الجهد في النفقة، أو زاد {لعلكم تتفكرون} في الدارين فتؤثرون أبقاهما وأكثرهما متنافع {ويسألونك} يا محمد {عن اليتامي} لما نزلت الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اعتزلوا اليتامى وتحاموهم، وتركوا مخالطتهم والقيام بأمورهم والإصلاح لأموالهم والإهتمام بمصالحهم، فشق ذلك عليهم وكاد يوقعهم في الضيق والحرج، فقيل: {قل إصلاح لهم خير} أي: مداخلتهم عن وجه الإصلاح لهم ولأموالهم خير من مجانبتهم، {وإن تخالطوهم } تعاشروهم ولا تجانبوهم {فإخوانكم في الدين} ومن حق الأخ أن يخالط أخاه وقد دلت المخالطة على المصاهرة {والله يعلم المفسد من المصلح} أي: لا يخفى على الله من داخلهم بإفساد وإصلاح، فجاز به على حسب مداخلته {فاحذروه} ولا تتحروا غير الإصلاح {ولو شاء الله لأعنتكم} لحملكم على العنت وهو المشقة، وأخرجكم فلم يطلق لكم مداخلتهم وقرأ ط، وش إصلاح إليهم ومعناه اتصال الإصلاح إليهم {إن الله عزيز} غالب يقدر على أن يعنت عباده ويخرجهم ولكنه {حكيم} لا يكلف إلا ما تتسع فيه طاقتهم.

Halaman 183