156

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Genre-genre

Fikah Syiah

كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون(216)يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(217) {كتب القتال} أي: فرض عليكم الجهاد ومقاتلة أعداء الله {وهو كره لكم} من الكراهة أي: شق عليكم وتكرهونه كراهة طباع بدليل قوله: {وعسى أن تكرهوا شيئا} يعني الجهاد لما فيه من المشقة وكذا جميع ما كلفتموه، فإن النفوس تكرهه وتنفر عنه، وتحب خلافه، {وهو خير لكم} لأن فيه إحدى الحسنيين إما الظفر والغنيمة وإما الشهادة والجنة، {وعسى أن تحبوا شيئا} وهو ترك القتال وسائر ما كلفتم لا مصلحة لكم فيه {وهو شر لكم} لما فيه من الذل والفقر وحرمان الغنيمة، والأجر فانهوا أنفسكم عن اتباع الهوى، والمحبوب الذي يعود ضرا عليكم وأكرهوها على القيام بما أمرتم {والله يعلم} ما يصلحكم وما هو خير لكم، {وأنتم لا تعلمون} ذلك فلجهلكم بحسنة كرهتموه {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} روي أنه بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن جحش على سرية في جمادى الآخر قبل بدر بشهرين لترصد عيرا لقريش فيها عمروا بن عبد الله الحضرمي، وثلاثة معه فقتلوا وأسروا اثنين، واستاقوا العير، وفيها من تجارة الطائف، وكان ذلك أول يوم من رجب وهم يظنونه من جمادى الآخر فقالت قريش: قد استحيل محمد الشهر الحرام شهرا يأمن فيه الخائف ويتفرق فيه الناس إلى معائشهم فوقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العير وعظم ذلك على أهل التوبة وقالوا ما نبرح حتى تنزل توبتنا،ورد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العير والأسارى.

Halaman 177