136

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Genre-genre

Fikah Syiah

{شهر رمضان} أي: هو شهر رمضان يعني يكمل الأيام المعدودات شهر رمضان {الذي أنزل فيه القرآن} أي: ابتدأ فيه إنزاله وكان ذلك في ليلة القدر، وقيل: أنزله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجوما نجوما عشرين سنة، وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاثة عشرة والقرآن لأربع وعشرين)) {هدا للناس وبينات} أي: دلالة لهم إلى الحق وآيات واضحات {من الهدى والفرقان} أي: من الحلال والحرام، والحدود والأحكام، والفرقان الذي بين الحق والباطل، {فمن شهد منكم الشهر} أي: من حضر منكم بلد في الشهر {فليصمه} يعني من كان مقيما غير مسافر في الشهر فليصم فيه ولا يفطر،{ومن كان مريضا أو على سفر} فأفطر مترخصا {فعدة من أيام أخر} أي: فعليه قضاء عدد الفايت سوى أيام مرضه وسفره كما تقدم، أعاد سبحانه تخيير المريض والمسافر ليعلم أنه باق على ما كان {يريد الله بكم اليسر} بالرخصة للمريض والمسافر، {ولا يريد بكم العسر} أي: الضيق والمشقة لأنه لم يشدد ولم يضيق عليكم في الدين، وأمركم بالحنيفية السمحة التي لا ضر فيها ولا مشقة ليسهل عليكم {ولتكملوا العدة} أي: عدة ما أفطرتم بالقضاء إذا أقمتم في بيوتكم، وبرئتم من مرضكم {ولتكبروا الله على ما هداكم} أي: لتعظموه على ما أرشدكم إليه من شرائع الدين.وقيل: هو التكبير ليلة الفطر إذا رأى هلال شوال {ولعلكم تشكرون} أي: ولكي تشكروه على النعمة بالرخصة.

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون(186)أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون(187)

{وإذا سألك عبادي عني} روي أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد ففناديه. فأنزل الله تعالى وإذا سألك عبادي عني {فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان} .

Halaman 152