Jawhar Shaffaf

Ibn Hadi d. 810 AH
108

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

Genre-genre

Fikah Syiah

فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم(137)صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون(138)قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون(139) {فإن أمنوا بمثل ما أمنتم به} أي: إن أتوا بتصديق مثل تصديقكم فإن إيمانهم كإيمانكم {فقد اهتدوا} أي: فقد صاروا مسلمين {وإن تولوا} أي: أعرضوا {فإنما هم في شقاق} أي: في خلاف وعداوة وليسوا في طلب الحق في شيء {فسيكفيكهم الله} هذا ضمان من الله لإظهار رسوله عليهم وقد فعل وأنجز وعده فكفاه الله أمر اليهود بالقتل والسبي في قريضة والجلاء والنفي في النظير بني النظير والجزية والذلة في نصارى نجران {وهو السميع العليم} أي: يسمع ما ينطقون به ويعلم ما يضمرون من الحسد والغل وهو معاقبهم عليه وهو وعد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني يسمع ما تدعون به ويعلم نيتك وما تريده من إظهار الحق وهو مستجيب لك وموصلك إلى مرادك {صبغة الله} أي: ألزموا دين الله ومعنى الصبغة تطهير الله العبد بالإيمان لأن الإيمان يطهر النفوس والأصل فيه أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعودية ويقولون هو يطهرهم فإذا فعل أحد منهم بولده ذلك قال الآن صار نصرانيا حقا فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم قولوا أمنا وصبغت الله بالإيمان صبغة لا مثل صبغتكم طهرنا به تطهيرا لا مثل تطهيركم أو يقول المسلمون صبغنا الله بالإيمان صبغة، ولم نصبغ صبغتكم {ومن أحسن من الله صبغة} أي: دينا يعني أنه يصيغ عباده بالإيمان ويطهرهم به فلا صبغة أحسن من صبغته {ونحن له عابدون} أي: نؤمن به ونخصه بالعبادة {قل} يا محمد لليهود والنصارى {أتحاجوننا} أي: أتخاصموننا {في الله} أي: في دين الله {وهو ربنا وربكم} وذلك أنهم قالوا: إن ديننا هو الأقدم وكتابنا هو الأسبق ولو كنت بيننا لكنت منا {ولنا أعمالنا} نجازي بحسنها وسيئها {ولكم أعمالكم} أي: وأنتم في أعمالكم على مثل سبيلنا والمعنى أن العمل هو أساس الأمر وبه العبرة فكما أن لكم أعمال لا يغير لله في أعطاء الكرامة ومنعها فنحن كذلك ثم جاء بما هو سبب الكرامة فقال {ونحن له مخلصون} أي: موحدون بخلصة بالعبادة فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه لكرامة النبوة وكانوا يقولون نحن أحق أن تكون النبوة فينا لأنا أهل كتاب والعرب عبدة أوثان.

Halaman 117