160

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Genre-genre

قيل له: ذلك إنما هو لا يكلف الله نفسا إلا دينها، وذلك قوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} /115/ يعني: في الحكم في نفقة المرضعة .

فإن قال: قوله: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}.

قيل: ذلك في نفقة الحامل والمرضع، وذلك قوله: {سيجعل الله بعد عسر يسرا}؛ يعني: بعد الضيق سعة.

وقال: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} في النفقة، وهذا في استطاعة المال لم يكلف الله نفسا في ذلك فوق طاقتها من النفقة، وأما {من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله} من المال، فمن سلب المال في هذا لم يكن مستطيعا للنفقة.

فإن قال: فقوله: {فاتقوا الله ما استطعتم}؟

قيل له: أمر بالتقوى مع الاستطاعة لقبول الحق والعمل به بتوفيق الله لذلك مع الفعل.

فإن قال: فمن سلب الاستطاعة لقبول الحق زال عنه فرض التقوى؟

قيل له: لا، من سلب القدرة، ولم يوفق للعمل، ولم يقبل الحق لم يكن مستطيعا، كما قال الله: {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون}، وقد كلفوا ذلك فلم يفعلوه، ولو كان إذا لم يقبلوا الحق ولم يستطيعوا السمع، ولم يبصروا الحق زال عنهم الفرض لكان الفرض قد زال عن الكافر الذي لم يقبل الحق ولم يستطع سمعا، فلما فسد هذا فسد ما قالوه، ولا تكون الاستطاعة إلا مع الفعل.

فإن قال: قد قال الله: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}؟

قيل له: هذه الاستطاعة هاهنا للمال من الزاد والراحلة، ولم تكن استطاعة الجوارح، والاستطاعة هي على معان.

فإن قال: فقوله: {وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم [يهلكون أنفسهم] والله يعلم إنهم لكاذبون}.

Halaman 160