Jamic
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
Genre-genre
قيل له: إن أردت قضاءه المعصية حقا أن خلق المعصية خلاف الطاعة فهو حق؛ أي: خلق.
وإن أردت أنه كتب أنها تكون من المعاصي شيء منهي عنها حق كما كتب؛ فنعم.
وإن أردت أنه علم المعصية خلاف الطاعة؛ فنعم، ذلك حق.
وإن أردت قضى المعصية آمرا بها فتعالى الله فالله لا يأمر بالفحشاء والمنكر، بل يأمر بالقسط، ولم يقضها آمرا، ولكن قضاها معصية ناهيا عنها قبيحة، معاقب عليها فاعلها.
والقضاء فينا قضاء حكم، وقضاء خلق، وقضاء إعلام، وقضاء كتاب، وقضاء علم، ذلك قضاء الله، وحكمه بالمعصية أنها خلاف الطاعة.
فإن قال: أفترضى بقضاء الله الكفر؟
قيل له: لا، وقد قال الله تعالى: {ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم}، ونحن فيجب علينا الرضى بقضاء الله أن الكفر قبيح خلاف الإيمان، ونرضى بقضاء الله الذي هو حكم على أن حكم بأن من فعل كذا وكذا كفر، ولا يرضى بفعل الكافر وعمله بالكفر الذي ذمه الله وقبحه وسخطه ولم يرض به، فقد رضينا بقضاء الله فيما حكم به على أهله، ويلحقه إياه بخلاف الطاعة.
مسألة: [في الدليل على خلق الأعمال]
- وسأل عن الدليل على خلق الأعمال؟
قيل له: الدليل على خلق الأعمال من الكتاب الذي قلنا به فيما تقدم ما فيه كفاية.
فإن قال: فما الدليل من القياس؟
قيل له: الدليل من القياس أنا وجدنا الكفر قبيحا فاسدا باطلا متناقضا، ووجدنا الإيمان حسنا، ووجدنا الكافر يقصد إلى أن يكون الكفر حسنا حقا فيكون بخلاف قصده، ووجدنا الإيمان أن لو شاء المؤمن أن يكون متعبدا ولا مؤمنا لم يكن ذلك كائنا على حسب مشيئته، فدلنا على أن الأعمال مخلوقة لخالق.
Halaman 146