Jamic
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
Genre-genre
وإن قال: نعم. قيل له: وأراد إنفاذ ما علم أو إبطاله؟
فإن قال: لم يرد أن يكون ما علم كما علم كفر. وإن قال: إنه أراد كون ما علم كما علم انقطعت حجته التي يحتج بها في الإرادة؛ لأن الله تعالى قد علم أن المعصية من العاصي معصية مسخوطة، وقضاها قبيحة وأرادها معصية خلافا للطاعة والإيمان، وقد قال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} وقضى به في كتابه {فأولئك هم الكافرون}، و{الظالمون} و{الفاسقون}.
وإنما حكم المسلمون بحكم الله الذي أنزله في كتابه، وقضى به في كتابه على عباده كما أمر ونهى، وبالله التوفيق.
مسألة: [في أفعال العباد]
- وسأل فقال: فإن قال قائل: هل يخلو العبد بين نعمة وبلية؟
قيل له: لا يخلو العبد الحي الفاعل من نعمة أو بلية؛ فالنعمة: يجب عليه شكرها، وكذلك قال الله: {وسيجزي الله الشاكرين}، وقال: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}. فالعبد لا يخلو من نعمة وبلية؛ والبلية: ما يجب الصبر عليها، كالمصائب والأمراض في الأموال والأولاد وما أشبه ذلك، ومنها ما لا يجب الصبر عليها كالكفر وسائر المعاصي.
فإن قال: فهل قضى الله المعاصي؟
قيل له: نعم، بأن قدرها وخلقها وكتبها، كما قال: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين}، قضاء كتاب وخلق وإعلام، كقوله: {إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين} قضاء خلق، ولا نقول قضاها /104/ آمرا بها.
فإن قال: قضاء الله الحق.
قيل له: نعم، قضاء الله حق، قضاء الحكم، فالله يقضي بالحق، وقضاؤه حق قضاء الخلق، وقضاؤه حين قضى إعلام، وقضاؤه حق قضاء الكتاب، وقضاؤه حق قضاء علم، وقضاؤه حق مما أمر به من الطاعة.
فإن قال: قضاء المعصية حق؟
Halaman 145