ثم يقول له: هب (¬1) أنا سلمنا لك ما زعمت فخبرنا عن هذه المجاورة حتى ننتهي عن (¬2) استعمالها إلى ذلك الموضع وتمثيله (¬3) ما هي، (نسخة) ما هو؟ ويقول: خبرنا عن نقطة بول وقعت في البحر ما حد المجاورة (¬4) التي تمنع بها؟ فإن قال: حيث بلغت الحركة، لأنا نتيقن أن النجاسة تسري إلى موضع الحركة، قيل له: لم يبين لنا شيء إذ الحركات مختلفة، فبين لنا حد هذه الحركة، ما هي؟ أحركة قوي؟ أم ضعيف؟ أم صغير؟ أم كبير؟ (¬5) أم بسقوط بعرة؟ أو ما يكون روز (¬6) الفيل؟ فإن قال: ليست الحركة ما ذهبت إليه (نسخة) إليها، وإنما الحركة وقوع واقع فيه، قيل: المسألة قائمة لأنا نحتاج أن نعلم الواقع ما صورته صغير أم كبير، ونحتاج أن نعلم المسافة التي تقع (¬7) فيها كم (¬8) مقدارها، وهذا لا يضبط ولا يوجد إلى بيان ذلك سبيل. ثم تقول له: نسلم لك ما ادعيت، لم أثبت المجاوزة إلى آخر الحركة؟ فمن قوله: إنا لا نعلم أنها لا تسري من المحل الذي حلته إلا إلى مقدار موضع الحركة. قلنا له: خبرنا عن آخر الحركة، هل ثبتت النجاسة فيه؟ (¬9) فمن قوله: نعم، قلنا له: فإذا حركنا آخر الحد ثم لا يثبت إلى آخر حركة أخرى، فإن قال: إنا قد علمنا أنها إذا سرت من محلها إلى آخر حد الحركة لم يبق فيها من القوة ما يسري إلى آخر حد الحركة ثانية؛ قيل له: فهل زعمت (¬10) هذا في النجاسة الأولى؟ فإن كانت النجاسة قليلة مثل النملة يجب أن تثبت (¬11) حركتها إلى آخر حد حركة الأولى؛ لأنا نعلم أن ليس فيها من القوة ما يسري إلى آخر حد الحركة، فيجب أن يقول: (¬12)
¬__________
(¬1) - من (ب) و (ج).
(¬2) - في (أ) إلى.
(¬3) - في (ب) و (ج) ونمتثله.
(¬4) - في (أ) المجاوزة.
(¬5) في (ج) كثير.
(¬6) في (ج) رور الميل.
(¬7) من (ب) و (ج).
(¬8) من (ب).
(¬9) من (ب) و (ج).
(¬10) فهل لا زعمت في (أ) و (ب) و (ج).
(¬11) في (أ) يثبت.
(¬12) في (أ) تهول..
Halaman 203