Jamal Din Afghani: Abad Pertama 1897-1997
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Genre-genre
ويضع الأفغاني قانونا أنه في عزة الدولة تم توظيف الغريب باسم وحدة الدين وفي ضعفها تم استبعاده باسم وحدة الجنس. مع أنه في الشريعة وحدة الدين كافية لتجاوز وحدة الجنس؛ فالأمة الإسلامية مكونة من أقوام عدة ساوى بينها الإسلام من حيث المبدأ وتركها تتنافس وتتسابق نحو الخير، ولا تفترق الأفراد في كل منها إلا بالعمل الصالح، وهو نوع من تحويل التاريخ إلى مثال كما هو الحال في الحركة السلفية المعاصرة.
وباستقراء أحوال الأفراد والشعوب توجد نعرة للجنس وتعصب له، ولكنه ليس من الثوابت في الطبيعة البشرية بل من عوارضها، فالإنسان له منافع يحصل عليها بالتربية. وفي حالة العدوان يحتمي الناس بالنسب حتى كونوا أقواما وأجناسا. وتوزعوا إلى الهندي والإنجليزي والروسي والتركماني. فلو زالت الضرورة التي أدت إلى هذا النوع من العصبية لاختفت عصبية الجنس. وتساوى الناس أمام الله العلي الكبير بدلا من خضوعهم للحاكم القاهر؛ لذلك أعرض المسلمون عن الجنسيات في وقت قوتهم ولجئوا إليها في وقت ضعفهم. الدين الإسلامي أقوى رابطة تذوب فيها روابط الأجناس وكما قال الرسول
ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية . وكما ذكر القرآن
إن أكرمكم عند الله أتقاكم . وقد حكمت المسلمين أجناس عدة لا فرق بينهم ما داموا يلتزمون بالشرع، لا فرق بين عربي وعجمي وحبشي وتركي وهندي وأفغاني. لذلك يتأسف المسلمون دون غيرهم على انهيار وحدة الأمة إلى عصبية الجنس. فواضح أن الأفغاني يرى أن عصبية الجنس مكتسبة وليست طبيعية في البشر. سببها التجمع بين قوم واحد درءا للعدوان وليس للعدوان.
3
أما الوحدة الإسلامية فإنها تقوم على الأخوة الدينية ،
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا . قوة المسلمين في دينهم وإيمانهم، وينعكس على وحدة الأمة. وتطالب الشريعة بالوحدة والارتباط، وتظهر العقيدة، التوحيد، في حياة الجماعة. الأخوة الإسلامية نسب وقرابة، أخوة في الله ونصر للدين وليست للعدوان. والملة جسم عظيم قوي البنية. يصاب بأمراض مثل الانحلال وضعف الروابط مما أدى إلى انقسام الخلافة إلى دويلات في الداخل، والغارة على العالم الإسلامي في الخارج، من الغرب والشرق على حد سواء
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين . الوحدة هي الأساس والتجزئة طارئة. والنهضة هي الأصل والسقوط طارئ. والتفاؤل هو الدائم والتشاؤم وقتي. والفضائل هي القاعدة والرذائل استثناء، والعلم هو الجوهري والجهل عرضي. والنصر هو الثابت والهزيمة متغيرة.
ويستقرئ الأفغاني حوادث التاريخ، ويقرأ سنن الكون، ويتخذ العبرة التي لخصها القرآن في محكم الآيات، مثل
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
Halaman tidak diketahui