Jamal Din Afghani: Abad Pertama 1897-1997
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Genre-genre
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ، وللتمييز بين رابطة الدين ورابطة التعصب. الدين أول معلم ومرشد لاكتساب المعارف والعلوم والتحلي بالأخلاق الكريمة والفتح والدعوة للدين كما كان الحال في عصر الفتوحات الأولى بناء على تعاليم الإسلام وحديث الرسول
إن من رضي بذمتنا فله ما لنا وعليه ما علينا . وآية
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين . وقد وصل رؤساء من الأديان الأخرى إلى مناصب عالية في الدولة الإسلامية ما لم يبلغه الغرب والروم. وساروا على نحو عادل على خلاف اليونان والرومان الذين كانوا يطالبون الناس بالتخلي عن دينهم والاقتناع بدين الغزاة كما فعلوا في مصر وسوريا وفي البلاد الأوروبية نفسها.
ولما أراد الغرب السيطرة على المسلمين أوحى لهم بأن رابطة الدين تعصب، وهو المتعصب دينيا وجنسيا. وحاول إبعاد الأمة عن الدين وكما فعل الإنجليز في الهند واعتمادهم على الدهريين في إخراج المسلمين عن دينهم. وأنشئوا مدرسة في عليكره وجريدة لتحقيق هذا الغرض حتى تضعف العقائد فيتسلط الإنجليز
تعس من يبيع ملته بلقمة وذمته برذائل العيش . كان أسلوب الأوروبيين للنيل من الشرقيين لإيقاع البلاد العثمانية والمصرية بالتعاون مع المدعين بالعلم والمدنية الحديثة ذم التعصب الديني واعتباره ضد العلم والمدنية، لا فرق بين تعصب معتدل وتعصب مرذول. والغربيون أشد تعصبا، يتشدقون بالحرية مثل جلادستون، وهو بطرس الراهب. ليست الرابطة الدينية تعصبا بل أحكم الروابط بين التركي والعربي والفارسي والهندي والمصري والمغربي. وهي أساس المنافع الوطنية من أرباب الديانات المختلفة. فالمصلحة واحدة للجميع. ليست عصبة الدين وسيلة للعدوان وانتهاك حقوق الآخرين بل هي وسيلة للدفاع عن النفس وتقوية أواصر الأخوة بين المسلمين. ولا تكفي العصبة في الداخل بل هي في الخارج أيضا من أجل التنافس بين الأمم في القوة والسلطان واكتساب العلوم الناقصة والفضائل الخلقية والكمالات الإنسانية
اجعلوا عصبيتكم سبيلا لتوحيد كلمتكم واجتماع شملكم، وأخذ كل منكم بيد أخيه ليرفعه من هوة النقص إلى ذروة الكمال .
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .
ويحول الأفغاني رابطة الجنس وعصبة الدين إلى قانون عام لقيام الأمم وانحطاطها؛ إذ لا تتكون الدول إلا بقوتين: الجنس للاتحاد ولمغالبة الآخرين، والدين الذي يجمع الكلمة ويوحد الوجهة. ويعطي الأفغاني نماذج من التاريخ، قيام العرب وسقوط العثمانيين. بدأ العرب في التاريخ بقوة العروبة والتوحيد بين القبائل. وجاء الإسلام فضم إلى وحدة الجنس عصبة الدين، فانتشر المسلمون في الأرض فاتحين. ودانت لهم القياصرة والأكاسرة من إسبانيا غربا إلى خراسان شرقا في أقل من ثمانين عاما، واستمر الأمر كذلك عند الأمويين والعباسيين، ووصل إلى الذروة في عصر المأمون والرشيد. ثم حدث التقهقر، ليس لقلة العدد بل لإهمال أسباب التقدم، حكمة الدين والعمل بها، جمع الأهواء وتوحيد الكلمة. فشا الجهل في الخلفاء، وبعدوا عن العلم بحقيقة الدين. وهن الملك ولم تبق إلا عصبة الجنس والقبائل. ثم فقدوا عصبة الجنس فلم يبق شيء،
وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون . نظرا لوحدة الجنس لم يدخل الغريب في بداية الدولة، وفي نهايتها دخل الغريب فقوي، واستولى على الدولة. والأمثلة على ذلك كثيرة. وما حدث للعرب تكرر للعثمانيين. استعملوا الغريب في لحظة الانهيار، عكس الأوروبيين الذين لا يوجد لديهم مستشار هندي أو مصري، في الدولة العثمانية مستشار الخارجية أرتين باشا الأرمني وسفيرها لدى إنجلترا موزوروس باشا الرومي. وحاكم جزيرة كريت قسطاكي باشا. وشغلت مناصب الدولة ببورغاكي وقسطاكي وأعزب وأوخانس. ولكل منهم أمة يحكمها العثمانيون، وتريد التخلص منهم. فكان ولاء هؤلاء الرجال لأممهم وليس للدولة العثمانية. واضح أن الأفغاني يصف الشعوبية قديما وهي الارتباط برابطة الجنس وليس برابطة الدين كأحد عناصر الانحلال في الحكم العربي أولا، وتعيين الأجانب الذي لا يرتبطون بالأمة بوحدة الجنس ولا الدين كأحد أسباب انهيار الدولة العثمانية حديثا ، في التاريخ القديم، دين بلا جنس وفي الحالة الثانية لا جنس ولا دين، مع أن الشريعة الإسلامية تبيح توظيف غير المسلمين في كل وظائف الدولة المدنية حتى وزارة التنفيذ. وقد كان من سمات العثمانيين هذا الانفتاح على أممهم والاعتماد على خبرائهم. إنما القضية كانت في الأمم ونزعاتهم الاستقلالية وولائهم لأقوامهم وليس للدولة العثمانية.
2
Halaman tidak diketahui