Jadid Dalam Kebijaksanaan
الجديد في الحكمة
Editor
حميد مرعيد الكبيسي
Penerbit
مطبعة جامعة بغداد
Tahun Penerbitan
1403م-1982م
Lokasi Penerbit
بغداد
Genre-genre
وقد خلق أعضاء كل حيوان ، بحسب ما يوافق طباعه ، كالمخاليب | والأنابيب للمفترس ، وآلات السباحة للسابح الذي مسكنه الماء ، وعلى | هذا سائرها .
وكل ذلك من نطفة داخل الرحم . وهذا الذي قد ذكرته هو قطرة | من بحر منافع الأعضاء ، وما فيها ، وفي أفعالها من عجائب الحكم . | ونعم الله تعالى خارجة عن حصرنا وأحصائنا .
وليس ذلك مخصوصا بالحيوان الكبير والمتوسط ، بل الحيوانات | الصغار أيضا كالنمل والبعوض ، فإن فيها من آثار عناية الباريء عز | وجل ، في خلقتها والهامها مصالحها ، ما لا يكاد أن يغفل عنه إلا البليد .
انظر إلى خرطوم البقة ، كيف يجذب به الدم من البشرة ، لغذائها ، | وكيف قد ألهمت أن تغيصه في الجلد واللحم ، وتمص به الدم الموافق | لها . وكيف قد خلق فيه مع لينه قوة يتمكن بها من الغوص في البشرة | الحاسية . وانظر إلى العنكبوت وتسديته ما يصاد به الذباب بالحيلة | اللطيفة والالهام العجيب .
ومن آثار العناية في النبات ، ما يرى من عرقه الناشب في الأرض ، | لاجتذاب الماء من أعماقها ، مخلوطا بما يجري عليه وينجذب منه ، من | لطائف الأرض ، في انجذابه وسيلانه ، حتى يصير غذاء له ، ثم يحمله | إلى الساق الواحد ، الذي يصير كأرض فوق الأرض ، بل يصير واسطة | بين النبات وبين الأرض ، حتى نقل مواضع الثمر من الشجر عن الأرض | إلى الجو الذي يلقاه فيه الهواء المنضج الملطف ، ثم تتفرق الأغصان في | الجهات ، حتى لا تتزاحم الثمار وتكثر ، بقدر كثرة المادة ، التي تحملها | الساق من تلك العروق ، من تلك المياه الغائرة ، فعرقها ناشب في | الأرض ، لأخذ المادة الجسمانية ، وفرعها صاعد ( لوحة 371 ) في الجو | لاستمداد القوى الروحانية ، فيعيش هذا بإمداد هذا ، وهذا بإمداد ذاك . |
Halaman 589