قال: ماذا أعجبك فيها؟
قلت: هل تريد الحقيقة؟ أعجبتني لما فيها من فن، وليس لما فيها من رأي. إن فيها فنا مذهلا رائعا هو البطل المجهول المتواضع الذي يختفي وراء الكواليس ليترك الفلسفة والآراء تقف وحدها أمام المتفرجين وتحظى بالمجد والتصفيق.
إني لأتساءل: ماذا يسعد رجلا عظيما مثلك، أن يقرأك الناس ككاتب أم كفيلسوف؟
ضحك وقال: أعتقد أن الإنسان يسعد لمجرد أن يقرأ الناس إنتاجه، سواء أكان فنا أم فلسفة.
قلت: إذن أحيانا يكون النعيم هو رأي الآخرين.
وضحك أهرنبورج أولا، وحين ترجمها أغرق سارتر في الضحك؛ إذ إن له رأيا وجوديا مشهورا يقول إن الجحيم هو الآخرون.
وجرأني الضحك فقلت: الواقع لو كان وجود الآخرين يخلف التعاسة التي صورتها لقتلنا بعضنا البعض من زمن بعيد، لا بد هناك أشياء أخرى لم تذكرها هي التي أبقتنا أحياء في مجتمع واحد.
قال: يعجبني أن شابا غريبا مثلك يناقشني بلا حذر أو اصطلاحات فلسفية، بالتأكيد هناك أشياء لم تعرف بعد.
قلت: وقد تغير إذا عرفت نظرتنا إلى الوجود والإرادة المستقلة؟
قال: وقد تغير، ممكن. ممكن جدا.
Halaman tidak diketahui