للشريعة رتاج، وفى مفرق الملة تاج، كان ثقة، والأنفس على تفضيله متفقة (١).
وقال محمد بن محمد بن مخلوف: الإِمام الحافظ النظار، شيخ علماء الأندلس، وكبير محدثيها الشهير الذكر في الأقطار، شهرته تغنى عن التعريف به (٢).
المبحث الثامن: مذهبه:
قال الحميدى: كان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعى ﵀ (٣).
وقال الذهبى بعد أن ذكر قول الحميدى السابق: قلت: كان في أصول الديانة على مذهب السلف لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه ﵏ (٤).
وقال الذهبى أيضًا: كان إماما دينا ثقة متقنا، علّامة متبحرا، صاحب سنة واتباع وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل، ثم تحول مالكيا مع ميل بيّن إلى فقه الشافعى في مسائل (٥).
وقال أبو عبد اللَّه بن أبى الفتح: كان أبو عمر في أول زمانه ظاهرى المذهب مدة طويلة، ثم رجع إلى القول بالقياس من غير تقليد أحد إلا أنه كان كثيرًا ما يميل إلى مذهب الشافعى. وقال الذهبى بعد أن ذكر هذا القول لأبى عبد اللَّه بن أبى عبد اللَّه بن أبى الفتح: المعروف أنه مالكى (٦).
_________
(١) قاله في مطمح الأنفس. كما في مقدمة محقق كتاب التمهيد للحافظ ابن عبد البر.
(٢) شجرة النور الزكية (ص ١١٩).
(٣) انظر جذوة المقتبس (ص ٣٦٧).
(٤) سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٦٣).
(٥) سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٦١)، تذكرة الحفاظ (٣/ ١١٣٠).
(٦) سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٦١).
1 / 42