١٥ - محمد بن رشيق المكتبّ يعرف (بالسّرّاج)، يكنى أبا عبد اللَّه، من أهل قرطبة، رحل فكتب بمصر، عن الحسن بن رشيق، والكندى، وأبى عبد اللَّه الحاكم وجماعة، روى عنه ابن عبد البر وأثنى عليه وقال: كان ثقة فاضلا من أحسن الناس قراءة للقرآن، وأطيبهم صوتا (١).
هذا ذكر بعض شيوخ الحافظ ابن عبد البر الذين جالسهم وسمع منهم وتأثر بهم من علماء الأندلس وله غير هؤلاء كثير، ولم يقتصر الحافظ ابن عبد البر على الأخذ عن علماء الأندلس بل أخذ عن علماء المشرق أيضًا فقد كتب إليه وأجاز له من مصر أبو الفتح إبراهيم بن على بن سيبخت صاحب البغوى والحافظ عبد الغنى بن سعيد، وأجاز له من الحرم أبو الفتح عبيد اللَّه السقطى وغيرهم كأحمد بن نصر الداودى وأبى ذر الهروى، وأبى محمد بن النحاس وآخرين غيرهم.
المبحث السادس: تلاميذه:
وسأقتصر هنا أيضًا على ذكر أهم تلاميذ الحافظ ابن عبد البر الذين أخذوا عنه ولازموه وتأثروا به كثيرًا. ومن هؤلاء.
١ - الإمام الحافظ الفقيه المجتهد أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبى الظاهرى، صاحب التصانيف، ولد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة (٣٨٤) ذكر ولده الفضل بن على أنه اجتمع عنده بخط أبيه أبى محمد من تأليفه اربعمائة (٤٠٠) مجلد يحتوى على نحو ثمانين الف (٨٠.٠٠٠) ورقة وقال الحميدى: كان أبو محمد حافظًا للحديث وفقهه مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة، متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه، ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين، توفى سنة ست وخمسين واربعمائة (٤٥٦) (٢).
_________
(١) جذوة المقتبس (ص ٥٦)، الصلة (٢/ ٤٩٨).
(٢) الصلة (٢/ ٤١٥ - ٤١٧)، تذكرة الحفاظ (٣/ ١١٤٦ - ١١٥٥)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٦٠).
1 / 35