Kitab al-Istighatat
كتاب الاستغاثة
ومع كون المرسل والرسول من جنس واحد ومع أنه يمكن أن يقيم الموكل وكيله مقامه في عامة أفعاله لأن الوكيل يفعل مثل ما يفعله موكله وأما الرب سبحانه وتعالى فيمتنع أن يفعل أحد مثل فعله ويمتنع أن يستخلف أحدا يقوم مقامه في فعله فإنه سبحانه وتعالى خالق فعل ذلك الشخص وهو سبحانه وتعالى شاهد لا يغيب وهذا موضع غلط فيه طائفة من الناس فظنوا أن الله سبحانه وتعالى يستخلف أحدا عن نفسه وادعى بعضهم أن آدم خليفة عن الله في الأرض يقوم مقامه وأنه جمع له أسماءه الحسنى قالوا وهو معنى تعليمه الأسماء كلها
وهذا قول أهل الحلول والاتحاد كابن عربي صاحب الفصوص وأمثاله من أهل الإلحاد وهذا جهل وكفر فإن الله تعالى هو الذي يخلق كل شيء ويدبر أمر السماء والأرض وهو خالق آدم كما هو خالق سائر المخلوقات وهو شاهد لا يغيب
Halaman 326