Islam di Habasha
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
Genre-genre
ثم أخضع بلاد «الأوجادين» و«غالا أروسي» و«غالا بورانه»، وأقاليم «لمو» و«جما» و«لياكة» و«ولاغة»، ومملكة «كفا» التي يقطنها شعب «سداما».
ولما وقعت «لمو » بيد الأحباش في سنة 1309ه/1891م، كان جميع أهلها قد أسلموا منذ النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري/النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، تبعا لحاكمهم «أبا باغيبو».
وكانت هذه المقاطعة في سنة 1296 الهجرية/1879م قد بلغ بها الإسلام أوج عزه، وقد اعتنقته الطبقات الفقيرة التي مزجت به كثيرا من عقائدها القديمة.
وقد حضر إلى هذه المقاطعة طائفة من القراء العلماء لإرشاد أهلها، وغير أكثر السكان أسماءهم بأسماء إسلامية «كمصطفى» و«علي» و«عمر»، إلا أن الرؤساء حافظوا على أسمائهم الحربية بلغة «الغالا»، وما زال السواد الأعظم من أهل «لمو» مسلمين.
وهذا مما يدل على استعداد تلك القبائل المتوحشة إلى اعتناق الإسلام والتمتع برفاهيته ومدينته، ولكن قلة المرشدين إلى الدين الصحيح تجعلهم يتحبطون في عقائده تخبطا.
وإذا أضفنا إلى ذلك حرص ملوك الحبشة على اضطهاد المسلمين، والحيلولة بينهم وبين تقدمهم، أدركنا أن الإسلام في الحبشة يمشي زاحفا على أرض شائكة.
سلطنة جما الإسلامية
كانت «جما» سلطنة وثنية، وأسلم أهلها في النصف الأول من القرن الماضي بعناية تاجر مسلم مشهور باسم «نقادي شوى» و«بغمدر»، ومعنى «نقادي» أي «دليل القافية»، وأصبحت سلطنة إسلامية، وملكها السلطان محمود بن داود المشهور باسم «أبا جفار» أي صاحب الحصان الكميت، وهو من الألقاب التي يلقب بها الأبطال عند قبائل الغالا.
وقد تولى حكمها في سنة 1295ه/1878م، وكان على علاقة حسنة مع الحكومة الحبشية، ومعينا لها في إدارة البلاد الداخلة، وهو المرجع الأعلى في المحاكمات، وإليه ترجع حماية الأجانب في الأسواق بإشراف «نقاد راس» أي رئيس التجار.
ومع كل هذه المعونة التي كان يبذلها سلطان «جما» للحبشة، توجهت إلى سلطنته أطماع الحبشة، فاعتدت على استقلالها، وأدخلها «منليك» تحت حمايته في سنة 1298ه/1881م تاركا لها استقلالها الداخلي كباقي مقاطعات الحبشة المسيحية.
Halaman tidak diketahui