وبعد؛ هذه عجالة سريعة عن قيمة ومكانة هذا الكتاب موضوع هذه الدراسة، سجلتها من خلال ما اطلعت عليه، وما لم أطلع عليه أكثر.
ب-منهجه وطريقته:
ذكر الحافظ مغلطاي في مقدمته لهذا الكتاب بأنه أراد تلخيص سيرة المصطفى ﷺ كثيرة الفوائد، عارية من الشواهد، منتخبة بغير إكثار، حاوية لمقاصد الكتب الكبار.
ومن هذا المنطلق جاءت سيرته مستوعبة لحوادث السيرة أو أكثرها، ولكن عن طريق الإشارة والعبارة القصيرة بغير تفصيل، ولا ذكر دليل.
وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب الأصل، فقد جاء بعد التحقيق كما ترى، علما بأني قد حذفت كثيرا من تعليقاتي، واختصرت بعضها خشية الإطالة وإخراج الكتاب عن مقاصده.
هذا وقد اشتمل الكتاب بالإضافة إلى حوادث السيرة والمغازي على ذكر خصائصه ﷺ، ودلائل نبوته ومعجزاته، وعلى شمائله وفضائله، وأخلاقه وصفاته. كما ضم المؤلف إليه فصولا قصرها على زوجاته وكتّابه، ومواليه وخدامه، ودوابه وآلاته ﷺ. كما ختمه بذكر شيء عن تواريخ الخلفاء إلى عصره.
إذن فهي ليست سيرة مختصرة كما فعل ابن كثير مثلا في الفصول، وإنما هي إشارات إلى ما جاء في سيرة المصطفى ﷺ حاوية لمقاصد الكتب الكبار كما نصّ المؤلف ﵀. بل أجزم أنه قد زاد على كثير من تلك الكتب الكبار بما التقطه من هنا وهناك، أعني كتب الحديث والتفسير والتاريخ والأدب والنسب بالإضافة إلى كتب السيرة نفسها.
وأخيرا: فإني لا أريد أن أتحدث عن منهج الكتاب بأكثر مما قلت، وأترك للقارىء أن يرى ذلك بنفسه عند مطالعته لهذه السيرة الكريمة، وأن يتعرف على معلومات جديدة لا توجد في كتب السيرة المتداولة، وليس معنى هذا أن
1 / 19