Humanisme: Pengenalan yang Sangat Singkat
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
علاوة على ذلك، لاحظ أنه، كما أشرنا هنا، تتجاوز الإنسانوية مجرد الإلحاد أو اللاأدرية؛ ومن الواضح أنها «تؤيد» الكثير من الأمور الأخرى.
فعلى سبيل المثال، تؤيد الإنسانوية حرية الفكر والتعبير ووجود مجتمع منفتح، وتؤيد أشكال التعليم الأخلاقي التي تؤكد على استقلالنا الأخلاقي وأهمية التفكير على نحو نقدي ومستقل. لا يرفض الإنسانويون المناهج العقائدية في الإجابة عن الأسئلة الأخلاقية والسياسية والاجتماعية فحسب، بل إنهم يؤيدون بشدة استحداث بدائل وضعية، وعقلانية، وفي الأساس أكثر دعما للعيش في هذه الحياة وسعيا لتحسين جودتها.
وأحيانا ما يوصف الفكر الإنسانوي على نحو مبالغ فيه؛ على أنه يقوم على مزيج غير متجانس من الأفكار المتباينة غير المترابطة. ولكن مجددا، هذا غير صحيح؛ فتركيز الإنسانوية منصب على «الأسئلة الكبرى»، على سبيل المثال: ماهية الأشياء الحقيقية، وماهية ما يجعل الحياة تستحق العيش في الأساس، وماهية الصواب والخطأ أخلاقيا والسبب وراء ذلك، وأفضل سبيل لتنظيم مجتمعنا. وفي حين يتناول الدين عادة مثل هذه الأسئلة، فإنها بوضوح ليست حكرا على الدين؛ فتلك الأسئلة تنتمي أيضا للفلسفة، وكان يجري تناولها على نحو عقلاني لا ديني قبل ظهور المسيحية. وما يجمع رؤانا السبع المميزة للإنسانوية في كيان أشبه بمنظومة فكرية هو؛ أولا: تركيزها المشترك على «الأسئلة الكبرى»، وثانيا: وجود درجة من الارتباط المتبادل فيما بينها (على سبيل المثال، إن كنت متشككا في وجود الآلهة، فسيقودك ذلك إلى التشكك في الزعم بأن الحس الأخلاقي مغروس بداخلنا من قبل إله)، وثالثا: الدور المهيمن الذي تلعبه النقطة الأولى؛ يؤمن الإنسانويون بهذه الرؤى حيال «الأسئلة الكبرى»، ليس في صورة «موقف إيماني» معتنق على نحو عقائدي، ولكن لأنهم يعتبرونها بشكل أكبر مواقف منطقية يمكن تبنيها، وذلك بعد أن أخضعوا البدائل المختلفة للاستقصاء العقلاني.
وفي النهاية، أود أن أتحدث عن تعارض الإنسانوية الشديد مع الدين. من الواضح أن كثيرا من الإنسانويين لا يعتبرون الدين زائفا وحسب، وإنما أيضا خطرا، بل يراه بعضهم شرا عظيما، ولكن ليس جميعهم كذلك؛ فعدد كبير من الدينيين يؤيدون كثيرا من الرؤى التي وصفت الإنسانوية في إطارها، كما أنهم علمانيون، ويقبلون بإمكانية وجود منظومة أخلاق وحياة ذات معنى حتى في غياب الإله، وكذلك قد يتشاركون مع الإنسانويين في كثير من أهدافهم. يسعد الكثير من الإنسانويين بالعمل مع الأشخاص الدينيين والمؤسسات الدينية لتحقيق تلك الأهداف، وثمة بالطبع دينيون مستعدون للعمل مع الإنسانويين. وفي وقت كتابة هذا الكتاب، تبرع المركز البحثي «ثيوس»، التابع لجمعية الكتاب المقدس، لتنفيذ حملة دعائية للرابطة البريطانية الإنسانية تروج لفكرة أن الأطفال ينبغي ألا يحملوا دينا بعينه، بل ينبغي السماح لهم بالنضج بحرية بحيث يتخذون قرارهم بشأن أي الأديان سيعتنقون، هذا إن اعتنقوا دينا من الأديان. بالتأكيد يختلف الإنسانويون والدينيون بشأن قضايا جوهرية معينة، لكن ثمة الكثير الذي يمكنهم الاتفاق بشأنه، ولا يوجد سبب بعينه يمنع المنظمات الإنسانوية من إنشاء شراكات تعاون بناءة مع نظرائها الدينية.
يهدف هذا الكتاب إلى تقديم مزيد من الشرح عن الإنسانوية، كما وصفتها أعلاه، وإلى عرض الحجج المؤيدة لها.
الفصل الأول
تاريخ الإنسانوية
تعود جذور الإنسانوية الحديثة إلى الماضي حتى العالم القديم على الأقل؛ فنوعية «الأسئلة الكبرى» التي تتناولها الإنسانوية - على غرار: «هل الإله موجود؟» و«ما الذي يحقق حياة ذات معنى؟» و«ما الذي يجعل الأشياء صحيحة أو خاطئة أخلاقيا؟» - هي أسئلة ما فتئت الإنسانية تطرحها لآلاف السنين. وفي كثير من الأزمنة والأمكنة، كان كل من المنهج المتبع في الإجابة عن تلك الأسئلة والإجابات اللادينية المعطاة مشابهين للمنهج الذي يتبعه الإنسانويون اليوم والإجابات التي يقدمونها. وكما سيتضح من العرض التالي، فإن الإنسانوية الحديثة بإمكانها الاعتماد على إرث فكري غني وممتد. (1) الفكر الهندي القديم
كان التشكك في التعاليم الدينية سمة من سمات بعض الكتابات الهندية المبكرة، بل إن أحد نصوص الأوبانيشاد يشكك حتى في وجود الإله براهما. وفي وقت لاحق، لم تتشكك مدرسة فكرية هندية ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد - منظومة كارفاكا - في وجود إله وحسب، بل أكدت على نحو واضح على عدم وجوده. ومدرسة كارفاكا الفلسفية مدرسة إلحادية ومادية في الأساس، تصر على أن العالم الطبيعي المادي يشكل كل ما هو موجود، وأنه لا فائدة من الكهنة، وأن الدين بدعة بشرية زائفة، وبدلا من أن نعيش حياة متقشفة، يجب علينا أن نستمتع بحياتنا إلى أقصى درجة، ونسعى خلف المتعة والسعادة. وتوضح مدرسة كارفاكا أن تبني موقف تشككي من جميع المعتقدات الدينية ليس ظاهرة حديثة، أو مقصورة على الغرب. (2) كونفوشيوس
يعتبر كونفوشيوس (551-479 قبل الميلاد) هو مؤسس الكونفوشيوسية؛ وهي منظومة فكرية هيمنت على الصين وأجزاء أخرى من آسيا لآلاف السنين. وعلى الرغم من أن كونفوشيوس سلم بوجود كل من الآلهة والقوى فوق الطبيعية، فإن منظومة الفلسفة الأخلاقية والسياسية التي وضعها استقلت على نحو كبير عن أي تقيد بالآلهة أو تلك القوى. وكونفوشيوس معروف على نحو خاص بما يسمى بالقاعدة الذهبية؛ إذ قال:
Halaman tidak diketahui