Humanisme: Pengenalan yang Sangat Singkat
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
فإن لم تكن هناك نظرية عامة لمنظومة الأخلاق يجب أن يتبعها الإنسانويون، أو يجب عليهم اتباعها، فماذا إذن يميز منظومة الأخلاق الإنسانوية؟ في حقيقة الأمر، ما يجعل وجهة نظر أخلاقية تتصف بأنها إنسانوية «ليس محتواها بقدر ما تكون الطريقة التي تم بها التوصل إليها.» وبشكل خاص، تبرز أربع سمات للمنظور الأخلاقي الإنسانوي:
أولا: كما رأينا بالفعل، يؤكد الإنسانويون على «استقلالنا الأخلاقي». سيرمي الإنسانوي إلى تبني موقف أخلاقي، ليس لأنه لقن ذلك، أو بسبب أن شخصا آخر يتبنى هذا الموقف ويشعر الإنسانوي بالتزامه بالإذعان له، لكن لأنه هو الموقف الذي توصل إليه بنفسه بعد دراسة متأنية. ومن المرجح أن يكون هذا تحديا أكثر استنزافا بكثير من الالتزام الآلي بأمر في كتاب مقدس أو توجيه من قائد ديني ما. يؤكد الإنسانويون على أهمية مساعدة المواطنين الجدد على الوصول للنضج الفكري والعاطفي الذي يحتاجونه من أجل مواجهة هذا التحدي.
ثانيا: يرفض الإنسانويون «التبرير الأخلاقي المستند إلى مزاعم الحقيقة الموحى بها من السماء.» لن يحتكم الإنسانوي إلى المعتقدات التي ترسيها الكتب المقدسة بخصوص الحياة الآخرة، مثلا، والأرواح الخالدة، والثواب والعقاب الإلهي، والخطيئة، وما إلى ذلك في تبرير موقفه الأخلاقي. وقد يظل الإنسانوي على معارضته للإجهاض أخلاقيا، لكنه لن يعارضه لأنه يقبل، مثلا، بالمعتقد الديني القائل بأن الإله ينفخ روحا خالدة في خلية لحظة حمل الجنين.
ثالثا: من وجهة نظر الإنسانوي، «منظومة الأخلاق مرتبطة على نحو أساسي برفاهية الإنسان» (لكنها ليست قاصرة عليه؛ فالأنواع الأخرى مهمة أيضا). عند تفكيرنا فيما يجب أن نفعل وما يجب ألا نفعل، ينبغي إذن أن تكون أحكامنا مطلعة على الأدلة العلمية وغيرها من الأدلة بشأن ما سيساعد، أو يعوق، جهود الإنسان من أجل عيش حياة ثرية وسعيدة ومرضية.
شكل 4-3: بينما العقل «وحده» قد لا يكون قادرا على الإجابة عن الأسئلة الأخلاقية، فلا يزال يقدم لنا أداة مهمة للغاية لمساعدتنا على إيجاد طريقنا الأخلاقي.
رابعا: الإنسانويون «يؤكدون على دور العقل في إصدار الأحكام الأخلاقية.» ويعتقدون أن علينا التزاما باستخدام قوى عقلنا بأفضل ما يمكننا عند تناول المسائل الأخلاقية. وليس معنى هذا أن الإنسانويين يفترضون أن العقل وحده قادر على التعامل مع أي معضلة أخلاقية؛ لا شك في أن هذا سيكون ضربا من السذاجة! لكن للعقل دور مهم يؤديه. على سبيل المثال، في الكشف عن التبعات غير الملحوظة وأوجه عدم الاتساق المنطقي في موقف من المواقف الأخلاقية، وفي اكتشاف قيام موقف من المواقف الأخلاقية على استدلال خاطئ، وفي الكشف عن حقائق علمية وغيرها من الحقائق ذات الصلة بالنسبة إلى قضية من القضايا الأخلاقية (على سبيل المثال، الكشف عن أن النساء على القدر ذاته من الكفاءة العقلية كالرجال؛ ومن ثم دحض الحجة القائلة بأن النساء لسن متطورات عقليا بالدرجة الكافية التي تسمح لهن بحق التصويت). تحقق قدر كبير من التقدم الأخلاقي الذي أحرز على مدار القرون القليلة الماضية؛ لأن الأفراد - الدينيين واللادينيين على حد سواء - تمتعوا بالشجاعة لاستخدام عقولهم والتشكيك في الحكمة الأخلاقية المقبولة في زمانهم. وبتشغيلهم قوى عقلهم، وصلوا إلى الإقرار بأن المعاملة المعاصرة للنساء أو أصحاب البشرة السوداء أو المثليين قائمة على استدلال خاطئ، أو غير متسقة مع بعض معتقداتهم الأخلاقية الأساسية. عندما يتعلق الأمر بإحراز تقدم أخلاقي، فالعقل أداة لا غنى عنها. (9) الإنسانوية ونسبوية «كل شيء ممكن»
ختاما، أود الحديث عن أحد الاتهامات التي توجه عادة إلى الإنسانوية - اتهام كشفنا عنه النقاب في هذا الفصل - وهو ذلك الخاص بالنسبوية الأخلاقية. كثيرا ما يقال إن كان الإله موجودا، فيمكن أن تكون الأشياء صحيحة أو خاطئة أخلاقيا فحسب «لأننا نقول ذلك عنها»، إلا أن الإنسانوية هكذا تنطوي على توجه لنسبوية أخلاقية فجة؛ نسبوية «كل شيء ممكن»، بناء عليها تكون حقيقة الصحة أو الخطأ هي أي شيء نقوله عنها.
لكن الحقيقة أن هذا ليس ما يعتقده الإنسانويون، وقد أصبحنا الآن في موقف أفضل كثيرا لإدراك السبب إدراكا كاملا.
صحيح أن منظومة الأخلاق الإنسانوية تركز أكثر علينا نحن البشر (والأنواع الأخرى ذات القدرة على الإحساس)، لكن ليس معنى ذلك أن نقول إن الصواب والخطأ هما أي شيء يقوله الأفراد من البشر، أو حتى المجتمعات البشرية، عنهما. فيمكن أن يكون، وأحيانا ما يكون، الأفراد - بل ومجتمعات بأسرها - مخطئين خطأ أخلاقيا بالغا، والإنسانويون كلهم تقريبا يقبلون بذلك.
وفي واقع الأمر، إن اعتقاد الإنسانوي بأهمية استخدام العقل للإجابة عن الأسئلة الأخلاقية ينطوي - على نحو واضح - على رفض وجهة النظر النسبوية القائلة بأن الحقيقة الأخلاقية هي أي شيء نقوله عنها. وإن كان هذا الضرب من النسبوية الأخلاقية صحيحا، فلن يكون هناك طائل من استخدام ملكاتنا النقدية في التوصل إلى ما هو صحيح وما هو خاطئ؛ لأنه أيا كان الرأي الذي سنخلص إليه، فلن يكون أكثر صدقا من الرأي الذي بدأنا به.
Halaman tidak diketahui