Humanisme: Pengenalan yang Sangat Singkat
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
لكن ربما نكون قد تعجلنا في رفض الاعتقاد بوجود إله شرير. لاحظ أننا يمكن أن نحاول الدفاع عن فرضية الإله الشرير بتقديم تفسيرات كالتالي: «حل الإرادة الحرة البسيط». خلقنا الإله الشرير فاعلين أحرارا نتمتع بالقدرة على اختيار كيف نتصرف. ينتج كثير من الأعمال الخيرة عن اختيارنا القيام بالأمور الصحيحة. لم إذن خلق الإله الشرير الإرادة الحرة؟ لأنها تسمح بشرور مهمة معينة، مثل القدرة على إتيان الشر بمحض اختيارنا الواعي. فالمخلوقات الأشبه بالعرائس المتحركة التي دائما ما تتصرف حسب أوامر الإله الشرير قد تنزل الألم والمعاناة بعضها على بعض، إلا أنها تفتقر إلى المسئولية الأخلاقية، وستكون من ثم غير قادرة على التصرف على نحو شرير أخلاقيا بصورة صادقة وحقيقية. والإله الشرير بفك القيود عنا وإعطائنا حرية الإرادة الكاملة، سمح حتما ببعض الخير، إلا أن الإرادة الحرة الشريرة تسمح بشرور تفوق تلك الأعمال الخيرة. «الشرور من الدرجة الثانية تقتضي أعمال خير من الدرجة الأولى». ربما يذكرنا التوحيديون بأن الإله كان من المحتم أن يخلق قدرا معقولا من الخير كي يمكن وجود شرور مهمة معينة. خذ الغيرة مثالا؛ فالغيرة رذيلة مهمة، لكنها لا يمكن أن توجد إلا بوجود أناس يمتلكون أشياء خيرة تستحق أن يشتهيها غيرهم؛ مثل الصحة والثروة والسعادة. ويطلق على الغيرة «شر من الدرجة الثانية» يقتضي «أعمال خير من الدرجة الأولى». ولأن الشرور من الدرجة الثانية تفوق أعمال الخير من الدرجة الأولى؛ فإن الإله يسمح بوجود أعمال الخير هذه. «حل «تدمير الشخصية»». هذا العالم أرض لتدمير الأرواح. لم يمطر إله شرير عالمنا بالجمال؟ كي يجعل وحشة الحياة اليومية وبشاعتها أكثر فداحة بكثير. لم ينعم علينا بأجساد شابة فتية؟ حسنا، إنه ينعم علينا بها لوقت قصير، ثم يأخذ منا بلا رحمة صحتنا وحيويتنا ببطء، حتى ينتهي بنا الحال غير قادرين على التحكم في عمليات الإخراج ومصابين بالتهاب المفاصل ونتداعى جراء الشيخوخة. أن تعطي أحدهم شيئا رائعا ثم تأخذه منه لهو أشد قسوة من ألا تعطيه إياه من الأساس. وبالتأكيد فإن الإله الشرير يتأكد أننا حتى عندما نتمتع بوافر الصحة، يملؤنا القلق لمعرفتنا أنها قد تختطف منا جراء مرض أو حادث. لم يهبنا أطفالا نحبهم أكثر من حبنا للحياة ذاتها؟ لأن هذا يسمح للإله الشرير بإنزال صور أشد من العذاب علينا. ولا يسعنا سوى أن نصاب بالجزع حيال أطفالنا لأننا نهتم لأمرهم. وكلما زاد اهتمامنا، زادت درجة المعاناة التي يمكن أن تصيبنا.
لاحظ أنه يمكن تعزيز هذه التفسيرات بمناورة إضافية؛ الاحتكام إلى عنصر «الغموض»، فالإله الشرير يعمل على نحو غامض. وإذ إنه يتمتع بقدرة وعلم لا حدود لهما، فمن المحتمل أن تكون خطته الشريرة «خارج نطاق علمنا» في الأغلب. وبذلك، إن كان سبب كثير من الخير الموجود يفوق نطاق فهمنا، فهذا ليس سببا وجيها لعدم وجود مثل هذا الكيان الخبيث. (6) تحدي الإله الشرير
لعلك لاحظت بعض أوجه التشابه الواضحة بين فرضيتي الإله الخير والشرير؛ فالمؤمنون بوجود الإله الخير يواجهون إشكالية الشر الإثباتية، أما المؤمنون بوجود الإله الشرير فيواجهون إشكالية الخير الإثباتية. المؤمنون بوجود الإله الخير قد يحاولون التعامل مع إشكالية الشر عن طريق وضع نظريات العدالة الإلهية، مثل حلول الإرادة الحرة وبناء الشخصية، والاحتكام إلى الغموض. وعلى نحو مشابه، المؤمنون بوجود الإله الشرير قد يضعون نظريات عدالة إلهية موازية، وكذلك قد يحتكمون إلى الغموض، من أجل التعامل مع إشكالية الخير. وفي الواقع، فإن تلك النظريات الموازية يمكن وضعها فيما يتعلق بأغلب نظريات العدالة الإلهية الأخرى أيضا.
ما مدى معقولية الإيمان بوجود إله شرير، مقارنة بالإيمان بالإله كما هو موصوف في المعتقد التوحيدي التقليدي؟ الجميع تقريبا مقرون، حتى مع اعتبار المناورات الدفاعية المبتكرة كالتي طرحتها أعلاه، بأن الإيمان بوجود إله مستطير الشر يظل ضربا من العبث. وأنا أفترض أنه من «الممكن» وجود مثل هذا الكيان. لكن بالتأكيد هو احتمال بعيد كل البعد، مع اعتبار الأدلة التي نمتلكها.
لكن إن كان ذلك صحيحا، فلم ينبغي أن نعتبر أن الإيمان بوجود إله كلي القدرة، كلي العلم، كلي الخير أكثر معقولية بكثير؟ إن كان مقدار الخير الضخم الذي نلاحظه في العالم دليلا قويا بالفعل على عدم وجود إله شرير، فلم إذن ليس مقدار الشر الضخم دليلا قويا على عدم وجود الإله الخير؟
ومن ثم، فالمؤمنون بالإله حسب المعتقد التوحيدي التقليدي يواجهون تحديا. طالعنا في الفصل السابق أن بعضا من أهم وأشهر الحجج التي يفترض كثيرون أنها توفر درجة مقبولة على الأقل من الدعم العقلاني للإيمان بالإله، لا تقدم في الواقع أي دعم للإيمان بوجود الإله الخير بالقدر نفسه الذي لا تقدم به سندا لوجود إله شرير، على سبيل المثال. وذكرنا أن إشكالية الخير تقدم فعليا دليلا تجريبيا دامغا يعارض فرضية الإله الشرير، رغم مختلف نظريات العدالة الإلهية الموازية والاحتكام إلى الغموض التي قد يتم اللجوء إليها للدفاع عنها. لكن إن كان المؤمنون بوجود الإله الخير يعتبرون معتقدهم، إن لم يكن مؤكدا، فهو على الأقل «عقلاني»؛ فإن المسئولية الآن تقع على عاتقهم لشرح «السبب» الذي يجعلنا نعتبر معتقدهم أكثر عقلانية بكثير من الاعتقاد بوجود إله شرير، ويمكننا أن نطلق على ذلك «تحدي الإله الشرير».
لا أدعي أنه لا يمكن التصدي لهذا التحدي، لكني لا أعرف كيفية التصدي له؛ ولهذا السبب لا أرى أن الإيمان بالإله كما هو في المعتقد التوحيدي التقليدي أكثر عقلانية من الإيمان بوجود إله شرير، وإن كان الأخير غير عقلاني على نحو كبير في واقع الأمر. (7) المعجزات والتجارب الدينية
لنلقي نظرة بإيجاز على بعض الاقتراحات الخاصة بكيفية الرد على التحدي الذي يواجه عقلانية المعتقد التوحيدي. إحدى الاستراتيجيات الواضحة بجلاء ستكون محاولة عرض حجج لافتراض أنه لا يوجد إله خالق فحسب، وإنما هذا الكيان خير أيضا. وفي حين أن حجج التصميم التي جرت مناقشتها في الفصل السابق ربما لا تدعم فرضية الإله الخير بقدر ما لا تدعم فرضية الإله الشرير، فربما تكون هناك حجج «أخرى» تدعم بوضوح فرضية الإله الخير.
أبرز الحجج المرشحة، تلك المستمدة من المعجزات ومن التجارب الدينية. عادة ما يتوجه الناس بالدعاء كي يشفى أحدهم من مرض عضال، ويستجاب إلى هذه الدعوات بين الحين والحين. يتدخل الإله بشكل فوق طبيعي للقيام بمعجزة؛ أليس هذا النشاط فوق الطبيعي دليلا وجيها على وجود إله خير، لا إله شرير؟ علاوة على ذلك، عندما يروي الناس تجارب دينية، فإنهم يروون بوجه عام وقائع بالغة الإيجابية، مثل المرور بشيء طيب وجميل على نحو لا محدود. مرة أخرى، ألا يقدم لنا ذلك بعض الأدلة على الأقل على وجود إله، بل ووجود الله؟
لست متأكدا من ذلك بشدة. إن كنت إلها شريرا، لما كانت هناك ضرورة كي يعلم الناس أني إله شرير، ولا سيما إن كنت بتظاهري بالخير، أستطيع صنع مزيد من الشر في واقع الأمر.
Halaman tidak diketahui