قلنا: لا نسلم أن ذلك نفاق، لأن النفاق إنما هو في عرف المسلمين ل والاسلام إبطان الكفر وإظهار الاسلام، أما إبطان الايمان وإظهار ما يخالفه مخافة ضرر عظيم يصيبه فليس بنفاق بالاتفاق، ألم ترى إلى معنى قول النبي لعمار: كيف تجد قلبك حين نطقت بما نطقت، قال: والله، يا رسول الله! مطمئن بالإيمان، قال له: فما عليك بأس، ونزل قوله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرأ"(1)(2).
ف إبطان الايمان وإظهار ما يخالفه تقية وخوفا من القتل ليس بنفاق إجماعا، إما النفاق ما قلت لك: إبطان الكفر وإظهار الاسلام.
وأما الكذب عند الخوف الشديد والضرر العظيم، فإنه يتعين على العاقل فعله إذا لم يمكنه مخلصا إلا به، لئلا يصيبه الضرر العظيم في العاجل والآجل اعظم من ضرر الكذب في الآجل، ولا يختلف في تعيين الكذب في هذه الصورة من أهل العلم اثنان.(3)
Halaman 117