خبرنا أولا: ما مرادك بالرافضة هنا الذين اتفقت العلماء على أن الكذب فيهم أظهر منه في سائر طوائف الأمة؟
اتريد أنهم الامامية الاثنى عشرية خاصة من دون الفرق التي تطلق عليها هذا الاسم؟ أم تريد سوى الامامية؟
فإن قلت: أريد الامامية خاصة، كذبك الحس، ولم تجد أحدا من العلماء يوافقك على هذا، ويتحقق عند كل عاقل أنك إنما قلت ذلك فيهم وقصدتهم به تعصبا منك وبغيا وعنادا بمجرد الدعوى، تشهيا واقتراحا.
وان قلت: أريد سوى الامامية، فلا يضر الامامية ذلك وليس عليهم عيب ولا غضاضة ولا نقص، من ظهور الكذب في سواهم من الطوائف الضالة المضلة الكافرة، كالغرابية وأشباههم، والخطابية وأمثالهم.
ثم يتحقق لكل عاقل أنك يا بن تيمية لم تقصد بإطلاق هذه اللفظة إلا التلبيس والايهام، والتعمية والابهام على العوام والجهال الطغام، وعلى من هو قريب منهم وأمثالهم، لأن هذه اللفظة تشمل الفرق الضالة المضلة، التي ليس لهم ي الايمان والاسلام نصيب، وهي مع ذلك تنتمي إلى الشيعة وإلى الاسلام، وهم ليسوا من الشيعة في شيء ولا من الاسلام، كما قاله يحيى بن حمزة(1) : والكذب حلأ في هذه الفرق الخارجة عن الاسلام، وإن كانت تنتحله، إذ كان فيها أظهر منه في غيرها"(2).
فلا يجوز لابن تيمية ولا لغيره من الناس أجمعين أن يطلق هذه اللفظة في
Halaman 107