وأمثالهم، مع أن هؤلاء من خيار الشيعة، وإنما يروون(1) حديث علي من أهل بيته كالحسن والحسين، ومحمد ابن الحنفية، وكاتبه ابن أبي رافع، آو عن اصحاب ابن مسعود، كعبيدة السلماني، أو عن الحارث بن قيس، أو عمن يشبه هؤلاء. وهؤلاء أئمة النقل وتقاده من أبعد الناس عن الهوى، وأخبرهم بالناس وأقولهم بالحق لا يخافون في الله لومة لائم.
والبدع متنوعة، فالخوارج مع أنهم مارقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وقد أمر النبى بقتالهم، واتفق الصحابة وعلماء المسلمين على قتالهم، وصح فيهم الحديث عن النبى من عشرة أوجه رواها مسلم في صحيحه، وروى البخاري منها ثلاثة ليسوا ممن يتعمد الكذب، بل هم معروفون بالصدق، حتى يقال: إن حديثهم من أصح الحديث، لكتهم جهلوا وضلوا في بدعتهم، ولم تكن بدعتهم عن زندقة وإلحاد، بل عن جهل وضلال في معرفة معاني الكتاب.
وأما الرافضة فأصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد، وتعمد الكذب فيهم كثين وهم يقرون بذلك حيث يقولون: "ديننا التقية"، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق. ويدعون آنهم هم المؤمنون دون غيرهم من أهل الملة، ويصفون السابقين الأولين بالردة والنفاق، فهم في ذلك ك ما قيل: "رمتني بدائها وانسلت"، إذ ليس في المظهرين للاسلام أقرب إلى النفاق والردة منهم، ولا يوجد المرتدون والمنافقون في طائفة أكثر مما يوجد
Halaman 105