او تفسيقه، فلا يتم الاستدلال على ذلك بمجرد النقل عنهما أو عن غيرهما ممن ماثلهما ولا فاندة فيه، إذ يجوز أن يكون هو الضال المبتدع، ولا يتم الحكم بذلك على أحد إلا بالدليل القطعي الذي يفيد اليقين.
الثانى: إن لفظ الرافضة مطلق عام، قد يراد به بعض الفرق التي يطلق عليها هذا اللفظ ويشملها عند المتكلم به، كما ذكره ابن تيمية في قوله: "وقول القائل: إن الرافضة تفعل كذا، أو تعتقد كذاء المراد به البعض"(1) .
فقل له أيها العاقل اللبيب: فلعل المراد من لفظ الرافضة المذكور في هذه الروايات البعض، وليس ذلك البعض الامامية، بل غيرهم ممن هو كافر ضال م بتدع، من أجل قوله وعقيدته التي أوجبت كفره وضلاله (وكونه مبتدعا)(2) .
وقد حررت لك أيها الناظر أن ابن تيمية ذكر لفظ الرافضة ولم يرد به غير الامامية دون من سواهم من الغلاة وغيرهم (ممن يطلق عليه هذا اللفظ)(3)، وتارة ذكر ولم يرد به إلا الغلاة خاصة دون الإمامية، وتارة أطلق القول به، كل ذلك تلبيسا منه على العوام والجهال الطغام، وإرادة للايهام والابهام، أو لسبق اذاهان السامعين أن المراد بذلك الامامية، لأن المجادلة والمباحثة والمناقضة إنما ه ي بين ابن تيمية وبين الامامية، وليست بينه وبين الغلاة، فلا يجوز له أن يذكر لفظ الرافضة ويقول: أنها تفعل كذا، أو تعتقد كذا، أو يقول: أنه لا يوجد في طوائف الأمة أكذب من الرافضة، ويكون المقصود والمراد من ذلك اللفظ هم
Halaman 103