ونكاية، فإن المقاتلة بالخشب أسلم للخصم من مقاتلته بالسيف، أو لعل مقصود هؤلاء المقاتلة بالخشب مع علي ليلا حصول الكسرة في عسكره، فإن العسكر إذا كان فيه خلق كثيرا إنما يقاتلون بالخشب وعدوهم بالسلاح، كانت الكسرة فيهم اغلب وإليهم أقرب، فهؤلاء هم الخشبية، هذا إن صح أن هذا الاسم كان مقولا على أحد في ذلك الوقت، (فإنما هو مقول على الذين قاتلوا بالخشب في ذلك الوقت)(1).
قوله - عن الشيعة أنهم قالوا -: "لا نقاتل بالسيف الا مع إمام معصوم" .
قلنا: هذا ليس بصحيح ولا معنى له، بل لو قال: "إن الشيعة قالت: لانقاتل الامع إمام معصوم مطلقا" لكان أشبه وأمثل: ثم إن الذي يكذب ذلك ويبطله، إن الإمام المعصوم في ذلك الزمان موجود ظاهر، فان قام وجاهد جاهدوا معه، وإن قعد قعدوا، ولم يجاهدوا مع غيره لا بالسيف ولا بالخشب، فصح أن هذا الاسم اسم لمن كره القتال مع الإمام المعصوم حين قام وهو على لثلا وكرهه على غيره وثبطه عنه، وروى تلك الأحاديث الدالة على أنه لواضطر أحد منهم إلى القتال مع علي لمليلا أو مع أعداينه لقاتل بالخشب، (إما إيثارا منه لذلك، أو لعدمه السلاح)(2)، وهذا جلي ظاهر، وربما جاهد كثير منهم بالخشب ولقبوا بهذا الاسم وأطلق عليهم ثم زال لسبب ما.
Halaman 85