بقاسيون، وكان إماما متقنا كثير الفضائل أديبا مؤرخا، تاريخه (وفيات الأعيان) (١) مشهور وهو في غاية الحسن اقتصر فيه على المشهورين من كل فن.
وكان جوادا ممدّحا مدحه شعراء عصره بغرر القصائد وكان يجيز عليها الجوائز السنيّة.
وذكره الحافظ أبو محمد البرزالي (٢) في معجمه وقال: سمع من ابن المكرّم الصوفي سمع منه البخاري عن أبي الوقت ومن ابن الجمّيزي وأجازه المؤيد الطوسي وجماعة من نيسابور وله يد طولى في علم اللغة لم ير في وقته من يعرف ديوان المتنبي كمعرفته.
وكان مجلسه كثير الفوائد والتحقيق والبحث، وقال الشهاب محمود (٣) في تاريخه: كنت كثير الاجتماع به للاقتباس من فوائده.
ومن نظمه قوله:
تمثلتم لي والبلاد بعيدة ... فخيّل لي أنّ الفؤاد مغنى
_________
(١) طبع عدة طبعات أشهرها طبعة فستنفلد الألماني، ثم طبعة محمد محيي الدين عبد المجيد وأعلاها طبعة إحسان عباس.
(٢) هو علم الدين القاسم بن محمد بن يوسف المتوفى سنة ٧٣٩ هـ أشهر كتبه: المقتفى في التاريخ ومعجم شيوخه وسماعاته. ترجمته في معجم المؤرخين الدمشقيين ص ١٤٢.
(٣) هو شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سلمان بن فهد الحنبلي المتوفى سنة ٧٢٥ هـ، له ذيل على الكامل في التاريخ لابن الأثير والذيل (على ذيل القطب اليونيني) وغيرها. ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٣٧٨، والأعلام ٧/ ١٧٢.
1 / 68