ومنهم:
١٤ - الوزير أبو الفرج يعقوب ابن كلّس (١)
وزير العزيز بن المعز صاحب مصر. وكان له من الهمة والتمكن وكثرة الأموال ما يعجز الواصف عن وصفه.
وكان في ابتداء أمره يهوديا ذو دهاء وفطنة ومكر وحيل، وخرج إلى الشام فنزل الرّملة وصار بها وكيلا وكسر أموال التجار وهرب إلى مصر فرآه كافور الإخشيدي فرأى فطنته ومعرفته فقال: لو كان هذا مسلما لصلح للوزارة فطمع يعقوب المذكور في الوزارة فأسلم فبلغ الوزير (٢) في ذلك الوقت فطلبه فهرب إلى المغرب واتصل بالمعز وحضر معه إلى مصر ولم يزل يتنقل إلى أن ولي الوزارة للعزيز بن المعز وتمكن من الدولة تمكنا عظيما.
ولما مرض مرض الموت نزل إليه العزيز وعاده، ولما
_________
(١) ترجمته في الإشارة لابن الصيرفي ١٩ (ط مخلص)، وص ٤٧ (أيمن) وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات ٣٥١ - ٣٨٠) ص ٦٦٨، وسير أعلام النبلاء ١٦/ ٤٤٢.
(٢) هو ابن حنزابه جعفر بن الفضل المتوفى سنة ٣٩١ هـ، ترجمته في الأعلام ٢/ ١٢٦.
1 / 58