ومنهم:
١٣ - الوزير ابن هبيرة (١)
وهو عون الدين يحيى بن محمد، أبو (٢) المظفّر وزير المقتفي وكان متمكنا عند مخدومه هذا تمكنا عظيما حتى أنه كان يقول عنه: لم يتوزر لبني العباس مثله.
حكى عون الدين المذكور قال: ضاق حالي قبل الوزارة وأصابني فاقة عظيمة حتى عدمت القوت أياما فأشار عليّ بعض أصحابي أن أسأل الله عند قبر الشيخ معروف الكرخي فتوضأت وجئت إلى قبره فصليت ركعتين ودعوت الله ﷿ ثم رجعت إلى بغداد فمررت بمسجد مهجور فدخلت لأصلي فيه ركعتين فإذا فيه مريض ملقى على حصير فجلست عند رأسه ووانسته بالحديث ثم قلت له: ما تشتهي؟ فقال: سفرجل، فخرجت إلى بقال هناك فرهنت مئزري على سفرجلتين وتفاحة وأتيته بهن فأكل من السفرجل ثم قال: أغلق الباب فغلقت الباب فقام عن الحصير وقال: احفر هنا فحفرت فطلع كوز ملآن من ذهب فيه خمسمائة دينار، وقال لي:
_________
(١) ترجمته في المنتظم ١٠/ ٢١٤، ووفيات الأعيان ٦/ ٢٣٠، وسير أعلام النبلاء ٢٠/ ٤٢٦.
(٢) في الأصل: ابن.
1 / 56