أصار [وا] (١) الجوّ قبرك واستنابوا ... عن الأكفان/ثوب السافيات (٢)
لعظمك في النفوس تبيت ترعى ... بحفاظ (٣) وحراس ثقات
ولم أر قبل جذعك قطّ جذعا ... تمكن من عناق المكرمات
وبقي مصلوبا إلى أن مات عضد الدولة، ولما بلغ عضد الدولة هذا الشعر قال: عليّ بقائله فاختفى وسافر بعد عام إلى الصاحب إسماعيل بن عباد، فقال: أنشدني القصيد فلما أتى هذا البيت الأخير (٤) قام وعانقه وقبّل فاه وأنفذه إلى عضد الدولة فلما مثل بين يديه، قال: ما الذي حملك على مرثية عدوي؟ قال: حقوق سلفت وأياد مضت فجاش الحزن في قلبي فرثيته، فقال: هل يحضرك شيء في الشموع [وهي] (٥) تزهو بين يديه، فقال:
كأن الشموع وقد أظهرت ... من النار في [كلّ] رأس سنانا
أصابع أعدائك الخائفين ... تضرّعن تطلب منك الأمانا
قال: فأعطاه بدرة وفرسا وهو من المقلين في الشعر.
...
_________
(١) ساقطة من الأصل واستدركتها من تاريخ الإسلام ووفيات الأعيان (٥/ ١٢٠).
(٢) في الأصل: الصافنات.
(٣) في الأصل: لحفاظ.
(٤) في الأصل: الآخر.
(٥) ساقطة من الأصل.
1 / 47