فعظم أمره عند الراضي فاستولى ابن الرائق على ضياع ابن مقلة، فأخذ ابن مقلة في السعي على ابن الرائق فبلغ ابن الرائق فتكلم في ابن مقلة عند الراضي وطلب منه قطع يد ابن مقلة فقطعت في الملأ العام ثم ندم الراضي على قطع يده وصار ينادمه ويستشيره فطمع ابن مقلة أيضا في الوزارة وصار يشد على زنده القلم ويكتب مثل كتابته قبل قطع يده فبلغ ذلك الراضي فمنعه الطعام حتى مات سنة ثمان وعشرين (١) وثلاثمائة. ومولده في سنة اثنتين وتسعين (٢) ومائتين.
قال الذهبي (٣) في ترجمته: قال الصولي: ما رأيت وزيرا منذ توفي القاسم بن عبيد الله أحسن حركة ولا أطرف إشارة ولا أملح خطا ولا أسلط قلما ولا أقصد بلاغة ولا آخذ بقلوب الخلفاء من ابن مقلة، وله علم بالإعراب واللغة والأدب، من ذلك كتب إلى بعض أصدقائه:
ترى حرّمت كتب الأخلاء بينهم ... [أبن] (٤) لي أم القرطاس أصبح غاليا
فما كان لو ساءلتنا (٥) كيف حالنا ... وقد دهمتنا نكبة هي ما هيا
صديقك من راعاك عند شديدة ... وكل تراه في الرخاء مراعيا
فهبك عدوي لا صديقي فربما ... تكاد الأعادي يرحمون الأعاديا
ولم تفرج له ضائقة حتى مات ﵀.
...
_________
(١) في سير أعلام النبلاء ١٥/ ٢٣٠: ثمان وثلاثين وثلاثمائة وهو خطأ.
(٢) كذا والصحيح: وسبعين.
(٣) في تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات ٣٢١ - ٣٣٠ هـ) ص ٢٤٠.
(٤) ساقطة من الأصل والاستدراك من تاريخ الإسلام والنجوم الزاهرة.
(٥) في الأصل: سالمتنا.
1 / 44