218

Imtac Asmac

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Editor

محمد عبد الحميد النميسي

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lokasi Penerbit

بيروت

الطلائع
وبعث ﷺ ثلاثة نفر من أسلم طليعة في آثار القوم هم: سليط [(١)] ونعمان ابنا سفيان بن خالد بن عوف بن دارم وآخر [من أسلم من بني عوير، لم يسمّ لنا] [(٢)] فقتلوا، ومضى ﷺ في أصحابه حتى عسكروا بحمراء الأسد. وكان عامة زادهم التمر. وحمّل سعد بن عبادة ﵁ ثلاثين بعيرا حتى وافت الحمراء، وساق جزرا لينحر، وكان ﷺ يأمر في النهار فيجمع الحطب، فإذا أمسوا أمر أن توقد النيران، فيوقد كل رجل نارا، فقد أوقدوا خمسمائة نار حتى رئيت من مكان بعيد. وذهب ذكر معسكر المسلمين ونيرانهم في كل وجه، فكان ذلك مما كبت اللَّه به عدوهم.
خبر معبد الخزاعي وانصراف المشركين
ولقي معبد بن أبي معبد الخزاعي-[وهو يومئذ مشرك، وكانت خزاعة سلما للنّبيّ ﷺ] [(٣)]- رسول اللَّه ﷺ فقال: يا محمد، لقد عز علينا ما أصابك في نفسك وما أصاب أصحابك، ولوددنا أن اللَّه أعلى كعبك، وأن المصيبة كانت بغيرك، ثم مضى، فوجد أبا سفيان وقريشا بالروحاء وهم مجمعون على الرجوع:
فأخبرهم أن محمدا وقومه وأصحابه قد تركهم يتحرقون عليهم [(٤)] مثل النيران، وأنهم في طلبهم، فانصرفوا سراعا خائفين من الطلب لهم. وبعث أبو سفيان مع نفر من عبد القيس مرّ بهم يريدون المدينة أن يعلموا [(٥)] رسول اللَّه ﷺ أنهم أجمعوا الرجعة إليه،
فلما بلغوه ﷺ ذلك قال: حسبنا اللَّه ونعم الوكيل.
فنزل في ذلك قوله تعالى: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [(٦)]، وقوله تعالى: الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [(٧)] . وبعث معبد الخزاعي رجلا فأخبر رسول اللَّه ﷺ بانصراف أبي

[(١)] في (خ) «سليكا» .
[(٢)] زيادة في المرجع السابق ص ٣٣٧.
[(٣)] زيادة للبيان من (الواقدي) ج ١ ص ٣٣٨.
[(٤)] في (خ) «عليكم» وهو نص (الواقدي) .
[(٥)] في (خ) «وهو يعلم» .
[(٦)] في (خ) «فاخشوهم الآية» وهي الآية ١٧٣/ آل عمران.
[(٧)] في (خ) «القرح الآية» . وهي الآية ١٧٢/ آل عمران، وفي رواية (الواقدي) ج ١ ص ٣٤٠

1 / 180