ـ[إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع]ـ
المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: ٨٤٥هـ)
المحقق: محمد عبد الحميد النميسي
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
عدد الأجزاء: ١٥
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الكتاب: إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: ٨٤٥هـ) المحقق: محمد عبد الحميد النميسي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م عدد الأجزاء: ١٥ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الكتاب: إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: ٨٤٥هـ) المحقق: محمد عبد الحميد النميسي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م عدد الأجزاء: ١٥ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
Halaman tidak diketahui
[المجلد الأول]
[مقدمة المحقق]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: ٢٩] .
صدق اللَّه العظيم
المقدمة / 1
الإهداء
إلى صاحب الخلق العظيم.. والخلق القويم.. إلي سيدنا ومولانا محمد، الفاتح لما أغلق.. والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق.. والهادي إلى صراط مستقيم.. وعلي آله وصحبه حقّ قدره ومقداره العظيم.
أهدي هذا الجهد المتواضع من عنايتي بسيرته العطرة، راجيا أن أنال به الشفاعة العظمى يوم الفزع الأكبر، آملا أن ألقاه علي الحوض- إن كنت أهلا لذلك- وحتى ذلك الحين، له مني صلاة وسلاما دائمين إلي يوم الدين، في كل نفس، ولمحة، وطرفة عين، كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.
المقدمة / 2
دعاء
«لا أحوجك اللَّه إلي اقتضاء ثمن معروف أسديته، ولا ألجأك إلي قبض عوض عن جميل أوليته، ولا جعل يدك السفلي لمن كانت عليه هي العليا. وأعاذك من عز مفقود، وعيش مجهود. وأحياك ما كانت الحياة أجمل لك، وتوفاك إذا كانت الوفاة أصلح لك، بعد عمر مديد، وسموّ بعيد، وختم بالحسنى عملك، وبلغك في الأولى أملك، وسدد فيها مضطربك، وأحسن في الأخرى منقلبك، إنه سميع قريب، جواد مجيب» . التقي المقريزيّ، (السلوك في معرفة دول الملوك): ١/ ١.
المقدمة / 3
تقديم
* بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد جميل غازي [إن الحمد للَّه نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا وأن محمدا عبد اللَّه ورسوله] .
أما بعد:
- فهذا كتاب من كتب التراث الإسلامي، عهد إلي بمراجعة تحقيقه، تمهيدا لإخراجه للدارسين والباحثين من أبناء هذه الأمة، والمنتفعين بعلمها وثقافتها، وهو واحد من الكتب التي منيت بما مني بها كثير من تراثنا الفكري والحضاريّ من الإهمال والضياع والتشويه.
- إنه كتاب: إمتاع الأسماع بما للرسول ﷺ من الأبناء والأحوال والحفدة والمتاع.
لمؤلفه: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبي العباس الحسيني. العبيدي، تقي الدين المقريزي، ﵀.
إنني أعلم- ويعلم مؤرخو الفكر البشري، وراصدو خطو الحركة الثقافية الإنسانية علي أرض اللَّه- ما لهذا التراث الإسلامي من ثراء، وقوة، وجدية، وقدرة علي الإعطاء، والإثراء، والزيادة.
وإنني أعلم- أيضا- مدى ما يعانيه هذا التراث المجيد من ضياع وإهمال، علي الرغم من كثرة المؤسسات القائمة علي نشره وإذاعته هذه المؤسسات التي يعمل كثير منها بدافع الكسب المادي قبل كل شيء، وفوق أي اعتبار- ولا يهمها أن يخرج الكتاب علي الناس موثقا أو غير موثق، محققا
المقدمة / 4
أو غير محقق، بريئا من التحريف، أو يعتريه التحريف، في كل صفحاته وفقراته.
لقد عانى التراث العربيّ من هذه المؤسسات الكثيرة، وما زال يعاني، وكم كنا نود أن تقوم هيئة عليا لوضع برنامج لأولويات نشر التراث، يكون ملزما لجميع الناشرين، بحيث لا يخرج الكتاب الواحد في عدة طبعات في آن واحد!! في الوقت الّذي لا تري النور ألوف من المخطوطات!! وبحيث لا يخرج الكتاب علي الناس محرفا، غير مقروء قراءة صحيحة، تلك مهمة هيئة عليا، ننتظر أن تقوم، إن صلحت النيات، وقويت الرغبة في الخير، وأريد لهذه الأمة أن تسلك مسالك الصلاح والإصلاح.
وهذا الكتاب الّذي بين أيدينا، وأحد من آثار المقريزي العلمية، وجزء من تراثه الكبير. والمقريزي مؤخر، أديب، فقيه، رواية، له أثر كبير في نفسي، ونفوس الكثيرين من دراسيه وعارفي فضله.
ولقد وقفت وتعرفت علي كثير من أعماله التاريخية، والأدبية، والدينية، رأيته عالما جليلا، تأثر بمن سبقوه، وأثر فيمن جاءوا بعده، وكان لتأثره وتأثيره أثر كبير في إنتاجه الثقافي الّذي أربى علي مائتي مجلد!! إن المقريزي علم من الأعلام الذين ينبغي أن نعني بدراستهم، ونهتم بتراثهم وآرائهم، وقد آلمني- أثناء دراستي للرجل، ولحياته- أن أجد كتب التراجم قد هجرت الرجل هجرا غير جميل، فلم تشر إليه إلا إشارات عابرة لا تكفي في تكوين فكرة عن الرجل، أو إلقاء ضوء علي حياته! الأمر الّذي يجعل الدارسين لحياة الرجل، والكاتبين لترجمته، يجدون عناء شديدا فيما يقصدون إليه، ويريدون له، فإنّهم ينقبون فيما كتبه الرجل، لا فيما كتب عنه، فما كتبه كثير، وما كتب عنه قليل، بل دون القليل!.
المقدمة / 5
إن المقريزي معلم من معالم الكتابة التاريخية الإسلامية، له آراؤه الصائبة، ورؤيته الواضحة، ومنهجه البين، وشخصيته المتميزة، وتراثه، كان، وسيظل مثابة تهوي إليها عقول الدارسين، والباحثين، ورواد المعرفة، مع أن الّذي طبع منه ونشر قليل وضئيل، إذا قيس بما لم يطبع ولم ينشر. ولذا، فإن من حق المقريزي علينا- نحن الذين درسناه، وعرفناه، واستفدنا من علمه- أن نعني بتراثه، نشرا، وإخراجا، حتى يكون متاحا، وميسرا للعلماء وطلاب العلم، حيثما كانوا من ارض اللَّه. وقبل أن ارفع القلم عن هذه المقدمة القصيرة، أتمهل لأنوه بالمجهود المشكور الّذي قام به الأخ المحقق:
الأستاذ الشيخ/ محمد عبد الحميد النميسي، لقد عكف علي هذا الكتاب الكبير، المترامي الأطراف، في السيرة، والخصائص، والشمائل، دارسا لفصوله، محققا لأصوله، شارحا لغريبه، مناقشا لآرائه مخرجا لنقوله، وقد أحسن فيما قصد إليه، فجزاه اللَّه عن العلم وأهله خير الجزاء.
وإنني إذ أنهي هذه المقدمة، أرجو أن أكون قد وفقت، فيما إليه قصدت والحمد للَّه الّذي بحمده تتم الصالحات. ويا رب العالمين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين آمين.
دكتور محمد جميل غازي رئيس المركز الإسلامي العام لدعاة التوحيد والسنة بمصر وكبير الباحثين بالمجلس الأعلى للثقافة [سابقا]
المقدمة / 6
ترجمة المقريزي [(١)]
اسمه:
هو أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم تقي الدين المقريزي، [بفتح الميم نسبة إلي مقريز- محلة من بعلبكّ] البعلي ثم المصري الفقيه المؤرخ الشافعيّ.
_________
[(١)] مصادر ترجمة المقريزي:
- (هدية العارفين للبغدادي): ٥/ ١٢٧.
- (السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي): ١/ ٢٢- ٢٣، ٣/ ٥٢ وما بعدها.
- (الدر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر): ٢/ ٢٩١- دار الجيل- بيروت.
- (إنباء الغمر لابن حجر): ٩/ ١٧١- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- القاهرة.
- (دراسات عن المقريزي)، د. محمد مصطفى زيادة، د. جمال الدين الشيال، في آخرين، هيئة الكتاب- القاهرة.
- (المقريزي مؤرخا): د. محمد كمال الدين عز الدين علي، رقم (٦) من سلسلة المؤرخين، عالم الكتب- القاهرة.
- (أربعة مؤرخين، وأربعة مؤلفات من دولة الممالك الجراكسة): د. محمد كمال الدين عز علي رقم (٥٣) من سلسلة تاريخ المصرين- هيئة الكتاب- القاهرة.
- (الحسبة في مصر الإسلامية من الفتح العربيّ إلي نهاية العصر المملوكي): د. سهام مصطفى أبو زيد- هيئة الكتاب القاهرة.
- (البذل والبرطلة زمن سلاطين المماليك): أحمد عبد الرزاق أحمد، دراسة عن الرشوة- هيئة الكتاب- القاهرة.
- (المقريزي وكتابه درر العقود الفريدة- في تراجم الأعيان المفيدة): دراسة وتحقيق د. محمد كمال الدين عز الدين علي- عالم الكتب- القاهرة.
- (ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداريّ) للمقريزي: المقدمة، تحقيق وتعليق د. محمد أحمد عاشور.
- (معرفة ما يجب لآل البيت النبوي للمقريزي): المقدمة، تحقيق وتعليق د. محمد أحمد عاشور، هو والّذي قبله، طبع دار الاعتصام- القاهرة.
المقدمة / 7
مولده:
ولد سنة ٧٦٦ هـ (١٣٦٤ م) بحارة برجوان، بقسم الجمالية، بمحافظة القاهرة، بمصر.
نشأته:
نشأ المقريزي في أسرة معروفة بالاشتغال بالعلم في دمشق وبعلبكّ والقاهرة. وعبر عشرين سنة- هي سنوات طفولته ومراهقته وشبابه- شهد المقريزي حوادث ذلك العصر الآفل من نافذته الفكرية المصرية البعيدة عن شئون الدولة المملوكية وأمرائها الذين جعلوا من السلاطين الأطفال وأشباه الأطفال وقتذاك، ستارا رقيقا شفافا ساذجا يعملون من ورائه لتحقيق مطامعهم.
ثقافته:
وفي وسط تلك الحوادث الصاخبة المتقلبة، عكف الشاب أحمد المقريزي على الدراسة التقليدية لأبناء طبقته، وهي دراسة علوم الدين وحفظ القرآن ومعرفة النحو ودراسة الفقه والتفسير، والحديث، وبعض العلوم الأخرى مثلي التاريخ، وتقويم البلدان، والأدب، والحساب.
مصادر ثقافته:
ترجع مصادر ثقافة المقريزي إلي:
١- أنه كان يملك مكتبة كبيرة ضخمة تضم العديد من الكتب في مختلف أنواع العلم والمعرفة المتداولة في عصره، والدليل واضح في الكثرة الكثيرة من المراجع التي أشارت في مؤلفاته إلي أنه رجع إليها وأخذ عنها.
٢- أنه ولى وظائف كثيرة مختلفة، مكنته من التعرف علي دولاب العمل وكيف يدار، وعلي مختلف النظم الإدارية والمالية، وعلي أحوال الشعب الاجتماعية والاقتصادية.
٣- اشتغاله بعلمي الحديث والتاريخ، وهما علمان يعتمدان أصلا علي الجرح والتعديل، والنقد والتحليل، والتثبت من كل قول، أو رواية أو حقيقة علمية.
المقدمة / 8
شخصية المقريزي:
أودع المقريزي في صفحة العنوان من كتاب [السلوك لمعرفة دول الملوك]، شيئا من صفاته الشخصية، حيث يقول بعد كتابة اسم الكتاب واسمه هو، وكأنما يخاطب نفسه:
[لا أحوجك اللَّه إلي اقتضاء ثمن معروف أسديته، ولا ألجأك إلي قبض عوض عن جميل أوليته، ولا جعل يدك السفلي لمن كانت عليه هي العليا، وأعاذك من عز مفقود، وعيش مجهود، وأحياك ما كانت الحياة أجمل لك، وتوفاك إذا كانت الوفاة أصلح لك، بعد عمر مديد، وسمو بعيد، وختم بالحسنى عملك، وبلغك في الأولى أملك، وسدد فيها مضطربك، وأحسن في الأخرى منقلبك، إنه سميع قريب، جواد منيب] .
الوظائف التي تولاها المقريزي:
التحق المقريزي بالخدمة الحكومية، بعد أن غدا بحكم طبقته وتعليمه من [أهل العلم والمعرفة] وهي التسمية المخصصة لهذه الطبقة تمييزا لها عن طبقة [أهل السيف] وهم المماليك وحدهم، دون غيرهم من سكان البلاد المصرية والشامية جميعا.
وأول عهد المقريزي بالخدم الحكومية كأبيه من قبله: [ديوان الإنشاء بالقلعة]، وهو الديوان الّذي يقابله في العصر الحاضر [وزارة الخارجية]، فعمل المقريزي الشاب سنة ١٣٨٨ م موقعا- أي كاتبا- وهي وظيفة لا يبلغها وقتذاك سوى أصحاب الموهبة والمعرفة والتفوق في اللغة والأدب والتاريخ. ثم تعين المقريزي نائبا من نواب الحكم- أي قاضيا- عند قاضي قضاة الشافعية بسبب ما اشتهر عنه من الحماسة للمذهب الشافعيّ منذ أيام دراسته، وتحوله عن مذهب الحنفية الّذي نشأ فيه، ثم صار المقريزي إمام الجامع الحاكم الفاطمي، وهي وظيفة في ذلك العصر.
وتولى المقريزي بعد ذلك وظيفة مدرس للحديث بالمدرسة المؤيدية، وهي وظيفة يقابلها في المصطلح الجامعي في العصر الحاضر [أستاذ ذو كرسي] .
المقدمة / 9
- وربما كان تعين أحمد المقريزي في تلك الوظيفة التعليمية بتوصية خاصة من أستاذه [عبد الرحمن بن خلدون] لدى صديقه [السلطان برقوق] .
ثم انتقل المقريزي من التدريس إلي الحسبة حين عينه [السلطان برقوق] سنة ١٣٩٨ م محتسبا للقاهرة والوجه البحري، فانتقل بذلك من دائرة الإدارة والاختلاط بمختلف طبقات المجتمع، ذلك أن وظيفة المحتسب التي يقابلها في الوقت الحاضر عدة وظائف وزارية شملت وقت ذاك النظر في الأسعار الجارية، وأحوال النقود، وضبط الموازين والمكاييل والمقاييس، ومراقبة الآداب العامة ونظافة الشوارع، وتنظيم حركة المرور، مع الإشراف علي المدارس والمدرسين والطلاب، والعناية بالمساجد والحمامات والوكالات، فضلا عن مراقبة أصحاب الصناعات الفنية من الأطباء، والصيادلة، والمعلمين [أي المهندسين المعماريين] .
ويضاف إلي هذه الواجبات الكثيرة الداخلة في اختصاص المحتسب أحوال الباعة الجائلين، والمتعيشين، والشحاذين، والمتعطلين الذين كانوا خطرا دائما علي الأمن.
ويتضح من ضخامة هذه الوظيفة ومسئوليتها أن أحمد بن علي المقريزي الّذي تعين عليها بأمر [السلطان برقوق]، لا بدّ أنه اشتهر وقتذاك بالكفاية والدقة في الإدارة والأمانة في تطبيق الأحكام الشرعية.
غير أنه لم يلبث أن تنحى عن هذه الوظيفة مرتين في عامين متتالين، إذ ضاق بمسئوليتها التي شغلت وقته ليلا ونهارا، وصرفته عن القراءة، وتطلبت منه الجلوس في دكة المحتسب-[بوابة المتولي الحالية]- للفصل في شكاوى السوق والسوقة، وتوقيع عقوبات علي المخالفين، وإصدار الأوامر إلي العرفاء والأعوان والنقباء، مع العلم بأن وظيفة [محتسب القاهرة] شملت الوجه البحري كله.
مؤلفات المقريزي:
ترك المقريزي- ﵀ مؤلفات عديدة، في مجال التاريخ، والأنساب، والعقائد، والفقه، والأدب، والعلوم البحتة، زادت علي
المقدمة / 10
نحو مائتي مجلدة كبار في مكتبات العالم، أو المثبت عنواناته لدى من ترجم له، أو اعتني بالفهرسة العامة للمؤلفات العربية، ويمكن إجمال مؤلفاته علي النحو التالي:
١- (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء):
أرخ فيه المقريزي للدولة الفاطمية منذ قيامها في المغرب العربيّ، وحتى سقوطها في مصر، مترجما لخلفائها، مشيرا من خلال ترجماتهم إلي الحوادث الواقعة في زمانهم، وقد انتظمتها عدة حوليات متتابعة، مقدما لترجماتهم بالحديث عن أولاد علي بن أبي طالب وأعقابهم، مع تحقيق نسب الخلفاء الفاطميين، والتعريف بنشأة دولتهم في المغرب العربيّ، ومذيلا عليها بالتعريف برسوم دولتهم في مصر، وما عابه الفقهاء والمؤرخون عليهم، فضلا عما صار إليه أمر أهليهم وذويهم، بعد سقوط دولتهم في مصر.
نشره بالقاهرة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فيما بين سنتي (١٩٦٧)، (١٩٧٣)، في ثلاثة أجزاء بتحقيق الدكتور جمال الدين الشيال، والدكتور محمد حلمي عبد الهادي.
٢- (أخبار قبط مصر):
وهو في تاريخ الأقباط، مستخرج من كتاب (المواعظ والاعتبار) .
نشره هماكر بأمستردام سنة (١٨٢٤)، ونشره وستنفيلد بغوطا سنة (١٨٤٥) .
٣- (الإخبار عن الأعذار):
عالج المقريزي من خلاله موضوعا تاريخيا اجتماعيا، يدور حول ما يقام من ولائم في البناء [الزواج]، والختان. ذكره السخاوي في (الضوء اللامع): ٢/ ٢٢.
٤- (إزالة التعب والعناء في معرفة الحال في الغناء):
ذكره ابن تغري بردي في (المنهل الصافي): ١/ ٣٩٨، السخاوي في (الضوء اللامع): ٢/ ٢٣
المقدمة / 11
* منه نسخة في دار الكتب [فهرس الخديوية]: ٧/ ٥٦٤، ونسحة بالمكتبة الوطنية بباريس.
٥- (الإشارة والإيماء في حل لغز الماء):
وهو رسالة لطيفة الحجم، كتبها المقريزي يوم الثلاثاء، لأربع عشر ليلة خلت من المحرم سنة (٨٢٣ هـ، ١٤٢٠ م) علي سبيل التسلية، مستعرضا من خلالها معارفه الأدبية، واللغوية، والبلاغية، والفقهية، والعلمية البحتة، وهي تدور حول حل [تفسير] لغز الماء. لكن يعيب هذا المؤلف ما تخلل مادته من التسليم ببعض الخرافات ومستغربات الحدوث، مع احتوائه علي بعض المعاني المستغلقة، بعيدة المرمى، تحتاج إلى إيضاح.
* توجد منه عدة نسخ خطية، في مسودتين، تحتفظ بهما مكتبة جامعة القاهرة، تحت رقمي (٢٢٠٧٥) و(٢٦٢٤٧) ضمن مجموع رسائل المقريزي- ﵀ ومنه نسخة في دار الكتب المصرية [فهرس الدار]: ٣/ ١٢، ونسخة في مكتبة نور العثمانية في استامبول برقم (٤٩٣٧/ ٠١٥) .
٦- (الإشارة والإعلام ببناء الكعبة البيت الحرام):
أو تاريخ بناء الكعبة* ذكره المقريزيّ- ﵀ في (الذهب المسبوك): ٢٦. منه نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية بدمشق، وهي بخط المؤلف برقم (٤٨٠٥)، وليدن برقم (٩٤٣) .
٧- (إغاثة الأمة بكشف الغمة):
وهي رسالة لطيفة الحجم، فرغ المقريزيّ- ﵀ من تأليفها في المحرم سنة (٨٠٨ هـ، ١٤٠٥ م) كما ذكره هو في (إغاثة الأمة): ٤٣، ٨٦، علي أثر المجاعات والكوارث الاقتصادية، التي لحقت بمصر فيما بين عامين (٧٩٦ هـ)، (٨٠٨ هـ) عارضا من خلالها لما حل بمصر من غلاء، وما ترتيب عليه من مجاعات أو كوارث مجيحة فيما قبل نشوء الإسلام وبعده، حتى سنة ثمان وثمانمائة للهجرة، محصيا منها ستا وعشرين حادثة، خصّ مصر
المقدمة / 12
الإسلامية منها عشرين، وردت علي سبيل التمثيل لا الحصر وقد أشير من خلالها إلي أن فيها ما هو أشدّ وأنكى من المحن المعاصرة، معللا لهذه المحن بأسباب طبيعية، كقصور جري النيل في مصر، وعدم نزول المطر في الشام، والعراق، والحجاز، وما يصيب الغلال من الآفات وسمائم الرياح.
وأخرى غير طبيعية، ترجع إلى سوء تدبير ولاة الأمور، وتتحصر في أمور ثلاثة، هي:
١- ولاية الخطط السلطانية والمناصب الدينية بالرشاء.
٢- غلاء إيجار الأطيان الزراعية علي مبلغ ما تغله الأرض من محصول.
٣- رواج الفلوس النحاسية.
وفي هذا العامل الأخير يكمن لب المشكلة وحلها في رأي المقريزيّ- ﵀ ولذا صرف جل اهتمامه إليه، مستطردا منه إلي ثلاثة موضوعات، هي:
١- النقد الإسلامي، وتطور سك العملة، وأثره في النظام النقدي في مصر.
٢- نشأة الفلوس المضروبة من النحاس الأحمر في مصر، وتراجع الدراهم المضروبة من الذهب لعدم ضربها، وسبكها حليا.
٣- أسعار النقد [ذهبا وفضة]، وبعض السلع الرئيسية من المحاصيل الزراعية.
لكن شاب هذه الرسالة- كذلك- تسليم المقريزيّ- ﵀ من خلال مادتها بكثير مما جاء في مصادره من المبالغات، أو مستغربات الحدوث، في مصر والشام. ومن ذلك إشارته إلي نطق ثور جبة عسال- قرية من قرى دمشق بالشام-.
منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية [فهرس الدار]: ٥/ ٣٦، ونسخة خطية في مكتبة نور العثمانية برقم (٤٩٣٧/ ١) .
نشره في القاهرة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ط ٢، ١٩٥٧ م، بتحقيق الدكتور محمد مصطفى زيادة، والدكتور جمال الدين الشيال.
المقدمة / 13
٨- (الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام):
هو رسالة لطيفة الحجم، كتبها المقريزي- ﵀ أثناء مجاورته في مكة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة (١٤٣٥- ١٤٣٦ م)، مرتبا لها علي مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة قصيرة جدا، اقتصر فيها علي الصلاة والتسليم.
* منه نسخ خطية في: مكتبة جامعة ليدن برقم (٩٩٢)، (٩٩٣)، مكتبة نور العثمانية برقم (٤٩٣٧/ ١١)، دار الكتب المصرية برقم (٥٠٠) [فهرس الدار]:
(٥/ ٣٨) مكتبة باريس، نسخة تاريخها (٨٤١ هـ) . وظهرت لهذا الكتاب طبعتان: نشره رينك، ليدن، سنة (١٧٩٠ م)، نشر في القاهرة سنة (١٣١٣ هـ) .
٩- (إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأموال والحفدة والمتاع):
وهو مؤلف مطول في سيرة الرسول ﷺ، جمع مادته من مصادر رئيسية ومتعددة، محررا فيه الخلاف حول كثير من الوقائع، مع العناية بتحقيق الكثير من المسائل الفقهية المتصلة بحوادث السيرة، حدّث به المقريزيّ في مكة، أثناء مجاورته فيها سنتي (٨٣٤ هـ) (١٤٣١ م)، (٨٣٩ هـ) (١٤٣٦ م) .
توجد منه نسخ خطية محتفظ بها في مكتبة كوبريللي- تركيا برقم (١٠٠٤)، كتبت في شوال سنة (٨٣٩ هـ ١٥٦١ م)، كوبريللي زاده محمد باشا كتابخانه سند محفوظ، صحيفة (٦٦) وهي في جزء واحد ضخم، تقع في ستة أجزاء ضخمة، ضمت (٩١٩) ورقة، مقاسها ٢٧* ٤٠ سم، ومسطرتها نحو ٣٥ سطرا، وعنها مصورتي: دار الكتب المصرية في القاهرة، برقم (٨٨٦) تاريخ، ومعهد إحياء المخطوطات العربية في القاهرة، برقم (٦٣) تاريخ، لكن عدد صفحاتها كما هو تحت يدي (١٨٣٩) صفحة نسخة بمكتبة غوطا برقم (١٨٣٠)، وهي في ستة أجزاء، وهذه النسخة قد اعتمدناها في التحقيق، وهي ناقصة، وقد أنكر أمناء مكتبة غوطا أن تكون في ستة أجزاء، نسخة في مكتبة ليدن، برقم (٨٧١)، وهي نسخة صغيرة ناقصة جدا، كما توجد نسخة أخرى في خزانة عموجة حسين باشا في الآستانة، برقم (٣٥٤) طبع الجزء
المقدمة / 14
الأول منه بتحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر، القاهرة (١٩٤١)، علي نفقة السيدة قوت القلوب الدمر داشية. ثم طبع نفس الجزء مصورا علي الأوفست في دولة قطر بإشراف الشيخ عبد اللَّه الأنصاري. ثم طبع الجزء الأول مرة أخرى بتحقيقنا، نشرته دار الأنصار بالقاهرة (١٩٨١)، ثم أعيد نشر الكتاب كاملا بالمقدمة والفهارس في سبعة عشر مجلدا، نشرته دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، (١٩٩٨) .
١٠- (الأوزان والأكيال الشرعية):
وهي رسالة في الموازين والمكاييل، منها نسخة خطية في: مكتبة ليدن، برقم (١٠١٤)، دار الكتب المصرية، [فهرس الخديوية]:
(٥/ ١٨٦) .
* نشرها تيكس، روستوك بألمانيا سنة (١٧٩٧ م)، (١٨٠٠ م) .
١١- (البيان المفيد في الفرق بين التوحيد والتلحيد):
منه نسختان خطيتان في ليدن، [فهرس أمين المدني] برقم ١٨٨، وهي بخط المؤلف، دار الكتب المصرية، [فهرس الخديوية]: ٧/ ٥٦٥، لكن جاء في فهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، أن هذه المخطوطة تصنيف أحد علماء المائة الثامنة الهجرية، وأن المقريزي- ﵀ ناسخها فقط، (فهرس المخطوطات المصورة):
١/ ١١٩، عمود ٢.
١٢- (البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب):
هي رسالة لطيفة الحجم، كتبها المقريزي- ﵀ سنة (٨٤١ هـ ١٤٣٧ م) مشيرا من خلالها إلي القبائل العربية التي دخلت مصر مع الفتح العربيّ، وأماكن وجودها في عصره، مقررا أن العرب الذين شهدوا فتح مصر قد أبادهم الدهر، وجهلت أكثر أعقابهم، وقد بقيت من العرب بقايا بأرض مصر حضرت لديه ست عشرة قبيلة، وهي ثعلبة، وجرم، وسنيس، وجذام وبني هلال، وبلى وجهينة، وقريش، وكنانة والأنصار، وعوف، وفزارة، ولواته، ولخم، وحرام، وبني سليم، غير مرتب لها
المقدمة / 15
علي حروف المعجم، ولا علي أصول الأنساب: [قحطانية وعدنانية]، أو بحسب منازلهم في مصر، فأتت أشبه شيء بمذكرات كتبت علي عجل، وعلي غير نظام واضح.
* منه نسخة خطية في: دار الكتب المصرية [فهرس الدار]: ٥/ ٦٤، مكتبة جامعة كمبرج، برقم (١٥٧)، مكتبة نور العثمانية، برقم (٤٩٣٧/ ١٠)، مكتبة ليدن، برقم (٩٧٥)، المكتبة الوطنية في باريس، برقم (١٧٢٥)، مكتبة فينة برقم (٩١٠) . ظهرت لهذا الكتاب طبعتان:
نشره وستنفلد، غوطا سنة (١٨٤٧ م)، نشر في القاهرة سنة (١٣٣٤ هـ)، ثم أعاد نشره محققا الدكتور عبد الحميد عابدين، القاهرة، عالم الكتب، ط ١ سنة ١٩٦١، مع دراسة عن تاريخ العروبة في وادي النيل.
١٢- (التاريخ الكبير المقفى في تاريخ أهل مصر والواردين عليها):
هو معجم تأريخي ضخم، أتي في ست عشرة مجلدة، ترجم المقريزي- ﵀ فيه لمشاهير أهل مصر، فيما قبل الإسلام وبعده حتى وقته، علي اختلاف طبقاتهم وأجناسهم، ممن استقروا فيها، أو تحولوا عنها إلي غيرها من البلدان [ميتا محنطا] أو [رأسا مقطوعة]، حيث يقول [لما دخل المعز لدين اللَّه أبو تميم معد إلي القاهرة، كان معه توابيت آبائه: المنصور إسماعيل- هذا- والقائم أبي القاسم محمد، والمهدي عبيد اللَّه، فدفنهم بتربة القصر من القاهرة، فلذلك ذكرته في كتابي هذا] . (المقفى): كما ترجم لخلف بن جبير، أحد ثوار المغرب، وقد قتل في المغرب، وطيف برأسه في القيروان، ثم حملت إلي مصر فطيف بها في القاهرة. (المقفى)، أشار المقريزي- ﵀ إلى هذا الكتاب في (إمتاع الأسماع): ١٢/ ٢٦٦ بتحقيقنا.
* منه نسخة خطية في مكتبة باريس، برقم (٢١٤٤)، بخط المؤلف- ﵀ ميونخ برقم (٩٥٧)، ليدن، بأرقام (١٠٣٢)، (١٨٤٧)، (١٨٥١)، تم نشره بتحقيق محمد اليعلاوي، بيروت، الغرب الإسلامي، ط ١، سنة ١٩٨٧.
١٣- (تاريخ بناء الكعبة):
المقدمة / 16
منه نسخة خطية في: دار الكتب الظاهرية في دمشق، وهي بخط المؤلف، ونسخة في مكتبة ليدن، برقم (٩٤٣)، نسخة بالظاهرية في دمشق، برقم (٤٨٠٥) .
١٤- (تجريد التوحيد المفيد):
هو مؤلف لطيف الحجم، يدور موضوعة حول علم التوحيد، أجمل المقريزي- ﵀ الإشارة إليه في مقدمته بقوله وبعد، فهذا كتاب جم الفوائد، بديع الفرائد، ينتفع به من أراد اللَّه والدار الآخرة، سميته: تجريد التوحيد المفيد، واللَّه أسأل العون علي العمل بمنه وكرمه.
وهذا المؤلف علي وجازته لم يأت مؤرخنا فيه بموضوع ديني تقليدي، وإنما أحاط فيه إلي جانب ذلك بالتعريف بكثير من الفرق الإسلامية، ذاكرا من خلالها مذاهبها وأدلتها، مناقشا لها.
* منه نسخة خطية في مكتبة جامعة القاهرة، برقم (٢٦٢٤٧/ ١١)، مكتبة البلدية بالإسكندرية، برقم (٩٩/ ٦) فنون، ومكتبة نور عثمانية، برقم (٥٩٣٧/ ٠٢)، مكتبة باريس برقم ٠١٢، مكتبة جامعة برنستن [مجموعة كاريت] برقم (٠١٤٩٦)، مكتبة ليدن [هوتسما]، برقم (٩٩٣) .
وقد طبع هذا الكتاب في القاهرة سنة (١٣٤٣ هـ)، ثم طبع في المطبعة المنيرية بالقاهرة، سنة (١٣٧٣ هـ) بتحقيق طه الزيني.
١٥- (التذكرة):
هو مؤلف في التاريخ- كما يوهم ملخصه- أشار إليه ابن تغري بردي في (المنهل الصافي): ١/ ٣٩٨، غلي أنه كمل منه ثمانون مجلدا.
١٦- (تراجم ملوك المغرب):
احتوى علي بعض ترجمات ملوك المغرب العربيّ، وقد يكون مذكرات جمعها المقريزي- ﵀ من المصادر للانتفاع بها في بعض مؤلفاته، مقدمة تحقيق (اتعاظ الحنفاء): ١/ ١٤، بتحقيق الدكتور جمال الدين الشيال. فيه أخبار أبي حمو، وأخلافه من ملوك تلمسان.
١٧- (تلقيح العقول والآراء، في تنقيح، أخبار الجلة الوزراء):
المقدمة / 17
ذكره المقريزي- ﵀ في (الخطط): ١/ ٤٤٣، ٢/ ٢٢٣.
١٨- (جني الأزهار من الروض المعصار):
منه نسخة خطية في مكتبة برلين، برقم (٦٠٤٩)، مكتبة فينه، برقم (١٢٦٦)، دار الكتب المصرية، [فهرس الدار]: ٦/ ٢٥، مكتبة باريس، نسخة تاريخها (٨٤١ هـ) .
١٩- (حصول الإنعام والمير، في سؤال خاتمة الخير):
هي رسالة لطيفة الحجم، يدور موضوعها حول سؤال العبد ربه- تعالى- أن يختم له ولأخيه المؤمن بخير، مستلهما ذلك من قول يوسف- ﵇ مناجيا ربه: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف: ١٠١] .
٢٠- (الخبر عن البشر):
هو مؤلف ضخم، جعله المقريزي- ﵀ مدخلا لكتاب (إمتاع الأسماع)، مؤرخا من خلاله للخليفة حتى ظهور الإسلام، هادفا من وراء ذلك إلي التعريف بقبائل العرب، وتمييزها من سائر الأجناس، ليعرف لها حقها من المحبة والإعظام، والتجلة والإكرام لكونه ﷺ هاشميا، قرشيا، عربيا.
قال عنه المقريزي- ﵀: ثم لما رأيت فضل اللَّه علي- بما علمني وفهمني- عظيما، ومنته وطوله- بما رزقني من كثرة الأشراف علي مقالات الخليقة- جسيما، جعلته كتابا مستقلا، لاتساعه وكثرة فوائده، وشرف أوضاعه، وسميته: (الخبر عن البشر): ورقة ٤ أ، مخطوطة تونس.
وترجع أهمية هذا الكتاب- كذلك- إلى احتوائه- فضلا عن ذلك- علي مادة رئيسية، تكشف عن مفهوم المقريزي- ﵀ لموضوع «علم التاريخ»، وأقسامه، وإقراره بفوائده، وتحمسه للدفاع عنه.
ومنه/ نسخة خطية في ليدن، برقم ٠١٠٨٠، ونسخة في مكتبة أياصوفيا في الآستانة، تقع في ستة أجزاء متسلسلة، أرقام (٣٣٦٢) حتى (٣٣٤١)، وتشمل الأجزاء ١، ٤، ٥، ٦ [غير متسلسلة] . (دفتر كتب خانة أياصوفيا): ص ٢٠٢، (دفتر فاتح كتبخانه سي): ص ٢٤٨.
المقدمة / 18
٢١- (خلاصة التبر في كتاب السر):
أشار إليه المقريزي- ﵀ في (الخطط): ٢/ ٦٣.
٢٢- (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة):
هو معجم في ترجمات أعيان عصر المقريزي- ﵀ أشار في مقدمته إلي دافعه لتأليفه، قائلا وبعد، فإنّي ما ناهزت من سنى العمر الخمسين، حتى فقدت معظم الأصحاب والأقربين، فاشتد حزني لفقدهم، وتنغص عيشي من بعدهم، فعزيت النفس عن لقائهم بتذكارهم، وعوضتها عن مشاهدتهم باستماع أخبارهم، وأمليت ما حضرني من أنبائهم في هذا الكتاب وسميته (درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة) .
* له نسخة في مكتبة غوطا، المجلد الأول منها بخط المؤلف- ﵀، ونسخة في الموصل، لدى الدكتور محمود الجليلي، في جزأين، تاريخهما (٨٧٨ هـ) وعن هذه النسخة الأخيرة تم نشر (٣٠٠) ترجمة- حيث يحتوي الكتاب علي [٥٥٦] ترجمة- بعالم الكتب- بيروت سنة (١٤١٢ هـ ١٩٩٢ م)، بتحقيق الدكتور محمد كمال الدين عز الدين علي، بعد تصديره بدراسة وافية عن المؤلف والكتاب بشكل موسوعي يستحق التقدير.
٢٣- (الدرر المضيئة في تاريخ الدولة الإسلامية):
منه نسخة خطية في كمبرج، برقم (٣٦٥)، أشار إليه السخاوي في (الضوء اللامع): ٢/ ٢٣.
٢٤- (الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك):
رسالة لطيفة الحجم يدور موضوعها حول التأريخ لمن حج من الخلفاء والملوك في خلافته أو ملكه، فرغ المقريزي- ﵀ من تصنيفها في ذي القعدة سنة (٨٤١ هـ ١٤٣٨ م)، مرتبا لها علي مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة:
المقدمة / 19