145

Imtac Asmac

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Penyiasat

محمد عبد الحميد النميسي

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Lokasi Penerbit

بيروت

أنا فكدت أهلك، فتماسكت واتبعت البصر حيث تذهب السحابة، فجاءت إلى النبي ﷺ وأصحابه، ثم رجعت وليس فيها شيء مما كنت أسمع.
وقال أبو رهم الغفاريّ عن ابن عم له: بينا أنا وابن عم لي على ماء بدر- فلما رأينا قلة من مع محمد وكثرة قريش- قلنا: إذا التقت الفئتان عمدنا إلى معسكر محمد وأصحابه، فانطلقنا نحو المجنّبة اليسرى من أصحابه ونحن نقول: هؤلاء ربع قريش. فبينما نحن نمشي في الميسرة إذ جاءت سحابة فغشيتنا، فرفعنا أبصارنا إليها، فسمعنا أصوات الرجال والسلاح، وسمعنا رجلا يقول لفرسه: أقدم حيزوم، وسمعناهم يقولون: رويدا تتامّ أخراكم. فنزلوا على ميمنة رسول اللَّه ﷺ ثم جاءت أخرى مثل [ذلك] [(١)] فكانت مع النبي ﷺ، فنظرنا إلى النبي ﷺ وأصحابه فإذا هم الضّعف على قريش فمات ابن عمي، وأما أنا فتماسكت وأخبرت النبي ﷺ وحسن إسلامه.
وقال رسول اللَّه ﷺ ما رئي الشيطان يوما [هو] [(٢)] فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة- وما ذلك إلا لما يرى من تنزل الرحمة، وتجاوز اللَّه عن الذنوب العظام- إلا ما رئي يوم بدر،
وقيل: ما رأى يوم بدر، قال: أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة.
وقال ﷺ يومئذ: هذا جبريل يسوق الريح كأنه دحية الكلبي، إني نصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدّبور.
وقال عبد الرحمن بن عوف: رأيت يوم بدر رجلين، عن يمين النبي ﷺ أحدهما، وعن يساره أحدهما، يقاتلان أشد القتال، ثم يليهما ثالث من خلفه، ثم ربعهما رابع أمامه. وعن صهيب: ما أدري كم يد مقطوعة أو ضربة جائفة [(٣)] لم يدم كلمهما [(٤)]- يوم بدر- قد رأيتها.
وعن أبي بردة بن نيار قال: جئت يوم بدر بثلاثة رءوس فوضعتهم بين يدي رسول اللَّه ﷺ فقلت: يا رسول اللَّه، أما رأسان فقتلتهما، وأما الثالث فإنّي رأيت رجلا أبيض طويلا ضربه فتدهدى [(٥)] أمامه فأخذت رأسه، فقال ﷺ: ذاك فلان من الملائكة.
وكان ابن عباس يقول: لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر. وعن ابن عباس: كان الملك يتصور في صورة من

[(١)] في (المغازي) ج ١ ص ٧٧ «تلك» .
[(٢)] زيادة من (المغازي) ج ١ ص ٧٧.
[(٣)] الجائفة: التي تبلغ الجوف.
[(٤)] الكلم: الجرح.
[(٥)] تدهدي: تدحرج (النهاية) ج ٢ ص ١٤٣.

1 / 107