Dua Wanita dalam Satu Wanita
امرأتان في امرأة
Genre-genre
كانت تدرك أنهم لن يفسروا هروبها من البيت إلا تفسيرا جنسيا، مع أنها في ذلك الوقت لم تكن لها رغبة جنسية، (علاقتها بسليم كانت شيئا آخر). منذ ذلك اليوم الذي ضربتها أمها على يدها (كانت في الثالثة من العمر) وهي تشعر بالغثيان إذا ما رأت أعضاء ولد أو بنت، وحين تلمح أعضاءها في الحمام صدفة تبعد عينيها بسرعة، بمعنى آخر لم تكن تدرك أنها أنثى، وسليم في نظرها لم يكن ذكرا. كانت ترى في عينيه صورة نفسها الحقيقية، وحركتها إليه تؤكد حريتها وإرادتها، وحين تكون معه تضيع رغبتها في الطعام، وتضيع شهوتها الجنسية، وتصبح إنسانا جديدا بغير غرائز وبغير تلك الشهوات المعروفة، وإنما هي شهوة جديدة عارمة بغير اسم. شهوة إلى أن يكون الإنسان نفسه الحقيقية، أن يدوس بإرادته على الإرادات الأخرى، ويمزق شهادة ميلاده، ويغير اسمه، ويغير أباه وأمه، ويضع أصبعه في عيون كل الذين خدعوه وكذبوا عليه، ولا يستثني من ذلك عينيه فيخرقهما ويصنع لنفسه عينين جديدتين.
كانت تعرف أن عينيها تكذبان وتخفيان رغبتها الجنسية، لكنها لم تكن تخفيها بإرادتها. كانت تتقلص وحدها رغم أنفها، وتحس بها وهي تنسحب منها، كالروح تنسحب وحدها من الجسد. وفي بعض اللحظات، حين كانت تحس حاجتها إليها، وتحاول أن تستحضرها «كما تستحضر الأرواح» فلا تحضر، وتظل بعيدة عنها، كالروح الهائمة محلقة فوق رأسها، ولا تستقر أبدا في جسدها، لا زال صراخ أختها فوزية في أذنيها، وبركة الدم من تحتها حمراء قانية، وفي كل يوم تنتظر دورها، والباب يفتح وتدخل أم محمد بالموسى الحادة لتقطع ذلك الشيء الصغير بين فخذيها. لكن أم محمد ماتت وانتقل أبوها إلى القاهرة وظل الشيء الصغير في جسدها.
أحيانا كانت تخاف منه، وتظن أنه شيء ضار وجد خطأ أو نسي في جسدها. وتود لو صحت أم محمد من قبرها وجاءت بموساها، لكن صورة أختها فوزية تتراءى أمامها، وهي تمشي إلى دورة المياه تعرج وتتأوه، وبعد أن التأم الجرح لم تعد تجري كما كانت، وخطواتها أصبحت بطيئة، وساقاها حين تمشي تظلان ملتصقتين لا تكاد الساق تنفصل عن الساق.
وأصبحت تكره اليوم الذي تستحم فيه، وحين تخلع ملابسها تصوب نحو أعضائها نظرة كراهية، بل إنها كرهت الله لأنه هو الذي خلقها، وكانت قد سمعت من أبيها مرة أن الله هو الذي خلق أجسامنا وأعضاءنا، وذات يوم قالت لأمها إنها تكره الله فشهقت أمها وضربتها على وجهها قائلة: كيف تقولين هذا؟
وردت وهي تبكي: لأنه يخلق أشياء سيئة.
فضربتها مرة أخرى وهي تقول: إن الله لا يخلق إلا الأشياء الجميلة.
فقالت وهي تمسح دموعها: فمن إذن الذي خلق تلك الأعضاء السيئة؟!
وحملقت أمها في وجهها بعينين متسعتين ولم ترد، وسمعتها في تلك الليلة تهمس في أذن أبيها: هذه البنت غير طبيعية!
لم تكن تعرف بعد ما هو الطبيعي، وتصورت أن الرغبة الجنسية غير طبيعية، فأصبحت تتقزز حين تلمح أعضاء الرجال بارزة من تحت سراويلهم، وتشعر برغبة في القيء حين يدس الواحد منهم كوعه في صدرها وهي واقفة في الترام. كانت تكرههم، وتكره سراويلهم، وأعضاءهم القبيحة البارزة، وعيونهم المدببة النهمة، ورائحتهم التي يختلط فيها البصل بالتبغ، وشواربهم الكثة التي تبدو فوق شفاههم كالحشرات السوداء الميتة.
كانت تعرف أن أباها رجل فأصبحت كراهيتها له مزدوجة، وحين ينقطع شخيره في الليل لحظة تتخيل أنه مات، ولم تكن تحب أمها أيضا، ولا النساء ولا أثوابهن المفتوحة عند الصدر، تكشف عن نهدين منتفخين برغبة مكبوتة، وعيونهن المكحلة كالجواري تتأجج بالشبق، لكن سيقانهن السمينة الملتصقة وعيونهن المتكسرة تفضح برودهن الجنسي إلى الأبد.
Halaman tidak diketahui