Dua Wanita dalam Satu Wanita
امرأتان في امرأة
Genre-genre
ثم رمقها بعينين متوعدتين تلمعان بالشهوة.
انفرجت شفتا بهية عن ابتسامة سرعان ما تقلصت حين رأت أباها أمامها، وكأنما انشقت الأرض عنه. رمقها أبوها بنظرة حادة متوعدة، وأجاب على أسئلة الضابط، ووقع بإمضائه (على شكل شخبطة) على المحضر، ودفع غرامة عشرة جنيهات قبل أن يتسلم ابنته.
ركبت التاكسي، وجلست، عن يمينها جلس أبوها، وعن يسارها عمها. وانغلقت أبواب العربة وانطلقت بها، كالمقبوض عليها بسلطة أخرى تشبه سلطة البوليس، وأبوها من ناحية وعمها من الناحية الأخرى كرجلي الشرطة، ووجهاهما من جانب جامدان صامتان، وعيناهما شاخصة إلى الأمام، لا يلتفتان ناحيتها، تماما كشرطيين غريبين عنها، يسوقانها إلى المقصلة أو إلى الزنزانة.
اجتمع رجال العائلة الكبيرة، وجلسوا حول المائدة يلتهمون الفراخ المحشية، وبعد الغداء جلسوا في الصالة يدخنون، ويسلكون أسنانهم من اللحم بأعواد الخلة وقد ارتفع بطن الواحد منهم فوق فخذيه كالمرأة الحامل، وملأت أليتاه السمينتان المترهلتان المقعد الأسيوطي الكبير. ويتجشأ الواحد منهم بصوت عال، ثم يتنحنح ويقول بصوت خشن رزين (ليس هو صوته الحقيقي): أنا رأيي أن نخرجها من الجامعة، الجامعة مفسدة لأخلاق البنات.
ويرد الآخر: أنا رأيي أن نزوجها بأسرع ما يمكن، فالزواج هو الحصن المنيع لأخلاق البنت.
ورد الآخر: أنا رأيي أن نفعل الاثنين معا، بعبارة أخرى نخرجها ونزوجها، والعريس موجود. •••
إنها في قبضة القدر، والأصابع التي تقبض عليها حديدية كالقضبان لا ترتخي والمسافة بين القضيب والقضيب لا تكفي لأن تخرج رأسها. القدر هو أبوها. يملكها كما يملك ملابسه الداخلية. يعلمها أو لا يعلمها فهو الذي يدفع مصاريف الكلية. يزوجها أو لا يزوجها فهو الوكيل عنها مع أنها لم توكله.
المؤامرة أصبحت تحاك ضدها، بتكتم وسرية، تسمع الهمس، وترى النظرات في العيون، وتدرك الخطر القريب وتفكر في وسيلة للنجاة.
وفي منتصف الليل حين تسمع شخير أبيها تتسلل من فراشها وترتدي ملابس الخروج، وتجلس على حافة السرير تفكر إلى أين تذهب، في مثل هذا الوقت، إلى أين يمكن أن تذهب فتاة مثلها في الثامنة عشرة؟
لم تكن تحس أنها فتاة، أو أنها في الثامنة عشرة. هذه السن في ذلك الوقت كانت تسمى سن المراهقة، والمراهقة كلمة مشبوهة مريبة، ما إن ترن في الجو حتى يرتعد الآباء والأمهات برغبة جنسية مكبوتة، يرفقونها بتكشيرة حادة، ويلوحون لأبنائهم وبناتهم بأصابع مهددة، فترمقهم عيون الناس بنظرات الريبة، أما الآباء والأمهات فينساقون وراء غرائزهم دون أن يرتاب فيهم أحد.
Halaman tidak diketahui