Penjelasan Makna-makna Sahih
الإفصاح عن معاني الصحاح
Penyiasat
فؤاد عبد المنعم أحمد
Penerbit
دار الوطن
Genre-genre
* وقوله: (إنه من مدد السماء الثالثة)، إنما كان ذلك لأن القوم أمدوا بالملائكة من جميع السموات، وكأن الملائكة تشاحوا في النصرة لهم، فأنزل الله من كل سماء ملائكة، فكان ذلك الملك من السماء الثالثة.
* وفيه من الفقه شدة عمر في ذات الله تعالى، وأنه كان رأى أن قتل أئمة الكفر وصناديدهم في أول الأمر أحزم، وبقوة الإيمان أعلن، فإن وضع السيف ورفع الصوت من القليل في الجم الكثير مشعر أن القليل واثق وغير جانح إلى السلم، ولا مبال بما يكون من قتله الأعداء. وما رآه أبو بكر ﵁ من الفداء فهو الذي أدى إليه حينئذ احتقاده لا رفقًا بالكفار ولا إشفاقًا عليهم وإنما رأى أن قوة (٦٧/ أ) الإسلام بأخذ ما يؤخذ من أموالهم، وأنه لا يفوت قتل من لا يؤمن منهم بعد أخذ ماله، فكان كل من القولين خارجًا مخرجه، فنزل القرآن بالإشارة في إهلاك المشركين مع إمضاء ما جرى ليعمل بالقولين في إمضاء رأي أبي بكر وتصويب رأي عمر.
* وفيه أيضًا أن المنعم عليه إذا سر فاعترض له في وقت مسرته بعض ما ينافي السرور لم يملك عينه، فإن أرب رسول الله ﷺ وأبي بكر كان متابعة لإصابة رضى الله ﷿ في كل ذلك، فلما كان من الأمر في قبول الفداء ما كان، ثم إن الله ﷿ أمضاه فلم يكن الرجوع عنه إلى القتل، فكان البكاء كيف لم يسبق القتل.
* وفيه أيضًا أن البكاء قد يهيج البكاء، وأن التباكي جائز أيضًا من مثل عمر وكل مخلص، فإنه إنما يبكي بالإخلاص لله وإن تباكى، فقد روي عن عائشة ﵂ أنها قالت: (ما أشاء أن أبكي إلا بكيت).
* وفي الحديث ذكر الهوى، والهوى إذا ذكر مطلقا من غير تقييد كره ذكره، وأما إذا قيد؛ كقوله في هذا الحديث: (فهوي رسول الله ﷺ ما قال)؛ جاز، لأنه لو قال: (فهوي رسول الله ﷺ) ولم يقل ما قال كان مكروهًا، لن ابن عباس لما قال له رجل: (الحمد لله أن وافق هوانا هواكم)، قال ابن عباس: (هذه
1 / 209