Ibrahim Thani
إبراهيم الثاني
Genre-genre
فألفى نفسه يسألها: «مثلك؟»
قالت: «لا تسخر منى».
وقالت عمته: «نعم ياسمينة مثل تحية».
وهز رأسه كالموافق. وحدث نفسه أنه لا يسعه غير هذا.
وسمع تحية تقول: «ليتنى كنت ذاك، ولكن الحقيقة أنى ... إن الذى يرضى بى يحتاج إلى الصبر الطويل، والحلم الكثير. فإنى كثيرة النسيان، أنسى مشابك شعرى ولا أذكر أين وضعتها ... وأهم بقطف قرنفلة فأقطف وردة، وأذهل عن الطعام وأنا أقرأ، وأذهب إلى محل أو بيت أعرفه، فادخل فى شارع غير شارعه، وأترك نقودى ومناديلى وأشيائى الأخرى فى كل مكان، ثم أروح أزعج الناس بالسؤال والبحث، ثم إنى لا أحسن شيئا، ولست أكتم عيوبى أو أخفيها، ولكنهم يضحكون ولا يصدقون».
فألفى نفسه يقول مرة أخرى: «سيسعد بك حامد».
ودار فى نفسه قولها إنها دائمة النسيان، وإنها لا تحسن شيئا، وإنها تشغل بالزهرة والكتاب عن الطعام وتدبير المنزل. وكان يسمع خرير الماء، تحت قدميه فيما يحس، ويرى ضوءا خافتا على الضفة الأخرى. وحدث نفسه؟ وهو يكلم المرأتين - العجوز والصبية - أن تحية لن تكون ربة بيت كأمه، ولكنها أجدى له منها ... ومن يدرى!. لعل زهرة مطلولة تكون أشهى - وألزم أيضا - من حكمة ربة البيت المدبرة، وعسى أن يكون الفل والياسمين والقرنفل والنرجس والورد على أغصانه أو فى زهريته أجلب لطيب الحياة، ورغد العيش. ولم يطل عمر هذا الخاطر سوى هنيهة ثم طرده ونحاه. وراح يقول لنفسه إن المرأة التى يتزوجها، إذا قسم له الزواج، تحتاج أن تكون كأمه، حسن تدبير، وسيكون عليها أن تؤدى طوائف شتى من الواجبات المختلفة، ولن تكون فى بيته للزينة والمتعة وحدهما. كلا. فليس هذا جزاء أمه.
ورأى نفسه يقول: «صبرا حتى تتزوجى. وحينئذ تتغيرين».
وأمنت العجوز على ذلك وأكدت لتحية أن الزواج يذهب بكل ما أحدث التدليل والفراغ.
وقالت تحية لإبراهيم: «أواثق أنت أن الزواج يفعل هذا؟ ليته يفعل».
Halaman tidak diketahui