Ibrahim Thani
إبراهيم الثاني
Genre-genre
وخيل إليه أنها استدارت ونظرت إليه. على أنها لم تقل شيئا، حتى بلغا الكشك.
2
وراها فى الكشك - على ضوء مصباح بترول تحمله حلقة مدلاة من السقف - وخيل إليه أن وجهها متهضم، ولونها باهت، وأن شفتيها ذابلتان، وأن جسمها كله صغير منحوف لا ترى عليه نعمة، وخطر له أن لعل هذا اليبس والسهوم من ضوء المصباح، أو لعلها أساءت اختيار الثوب ولونه أو لم تحسن تفصيله على قدها، ونصف جمال المرأة يستفاد من تفصيل الثوب ولونه.
وقالت له عمته، بعد أن رحبت به، وربتت عليه، ولثمت جبينه، ولثم هو يدها: «يا ابنى. لماذا أبطأت علينا؟»
فقال بإيجاز: «السفر، والكسل، والاسترخاء».
قالت: «لا. هذه آفة العزوبة الطويلة، اعتدت الوحدة». وابتسمت فانبسطت أسارير وجهها المخدد، وقالت: «عندى لك عروس. تعال، وتمل بالنظر إلى حسن وجهها».
قال: «من تكون المسكينة؟»
قالت: «إيه؟ لا تقل هذا، إنك لقطة».
فقهقه وقال: «أنت وأمى ... لا أدرى أيكما شر؟»
واشتركت تحية فى الحديث، فقالت: «هى زهرة ... زهرة غضة نضيرة».
Halaman tidak diketahui