Ibrahim Abu Anbiya
إبراهيم أبو الأنبياء
Genre-genre
مراجع الصابئة
تدين بعقائد الصابئة ملة يبلغ عدد أبنائها ستة آلاف بين رجل وامرأة وطفل، ولا يجاوز بها المبالغ في عددها عشرة آلاف.
وهي على قلة عددها تستقل بلغة «مقدسة» خاصة، ولها كتابة أبجدية خاصة، وأحكام دينية في معيشتها لا تشبه في جملتها دينا واحدا، ولكنها تشبه في بعض أجزائها كل دين.
ومن ثم كان لها شأنها في الدراسات الدينية.
ففيها ولا شك عقائد سابقة لجميع الأديان الكتابية، وعقائد سابقة لدين الخليل.
بل فيها - على رأي بعض الباحثين - بقية من الديانتين المختلفتين في عصر الخليل؛ لأن الصائبة يدينون بمذاهب مختلفة يرد بعضها على بعض، ولا سيما مذاهب الكواكب والأصنام، مما تواترت الأخبار بالاختلاف عليه بين قوم إبراهيم ومن حاربوهم واضطروهم إلى الهجرة من بلادهم.
ويقول رايت
Wright ، صاحب كتاب المطالعة العربية: إن حروفهم الأبجدية تشبه الحروف النبطية، وإن لغتهم تشبه لغة التلمود الذي كتب في بابل، ويقولون هم: إن لغتهم الأولى سريانية، وإنهم كانوا بمصر على عهد الفراعنة الأول، وتلقوا ديانتهم الأولى عن أحبارها، ثم هجروها حين تحول أهلها عن الدين القويم.
والمحقق من أمرهم أنهم يرجعون إلى أصل قديم؛ لأن استقلالهم باللغة الدينية والكتابة الأبجدية لم ينشأ في عصر حديث، ولهذا يفهم الدارسون للأديان أن تحقيق لغتهم وكتابتهم يؤدي إلى جلاء الغوامض عن كثير من تاريخ الكلدان، في الزمن الذي قام فيه الخليل بدعوته. ويؤكد هذا الفهم أن هؤلاء الصابئة يقيمون في الأقاليم الجنوبية من العراق حيث أقام الخليل في رواية العهد القديم، ومنهم فئة تحج إلى حاران التي هاجر إليها، وينسب إليها الصابئة الحرانيون.
ومع استقلال الصابئة باللغة الدينية والكتابة الأبجدية يشتركون مع أصحاب الأديان في شعائر كثيرة، ولا يعرف دين من الأديان تخلو عقيدة الصابئة من مشابهة له في إحدى الشعائر؛ فهم يشبهون البراهمة والمجوس والأورفيين أصحاب النحل السرية، كما يشبهون اليهود والنصارى والمسلمين، أو كما يشبهون الفلاسفة وأصحاب المذاهب العقلية في تفسير الوجود والموجودات.
Halaman tidak diketahui