278

Kecemerlangan Kesedaran tentang Apa yang Dinyatakan dalam Persamaan

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Penyiasat

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Penerbit

دار النوادر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lokasi Penerbit

سوريا

Genre-genre

فبين لهم التجارة فقال: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾ [الصف: ١١]، ولا تتحقق التجارة إلا ببائع ومشترٍ، فالبائع المؤمنون، والمشتري هو الله تعالى؛ بدليل قوله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: ١١١].
وإنما سماه الفوز العظيم؛ لأنه أوجب لهم أعظم المطالب وهو الجنة وما فيها وقد فصل ما أجمله في هذه الآية في الآية السابقة فقال: ﴿ذلِكَم﴾؛ أي: الإيمان بالله تعالى ورسوله والجهاد في سبيله المعبر عنه بالتجارة المنجية من العذاب الأليم ﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾؛ أي: من تجارة الدنيا ومكاسبها التي هي مظنة التَّبِعات، المأخوذ بها صاحبها في دار الآخرة ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾؛ أي: إن كنتم من أهل العلم المكتسب من اللب الذي هو أصل كل فلاح، كما قال ﷺ: "أَفْلَحَ مَنْ رُزِقَ لُبًّا" (١).
ثم بين سبحانه ما في تجارة الآخرة من الخيرات فقال: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾؛ أي: بسبب الإيمان والجهاد.
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤] والتوبة إحدى الحسنات، وهي من أسباب الفلاح كما قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ

(١) تقدم تخريجه قريبًا.

1 / 167