223

Kecemerlangan Kesedaran tentang Apa yang Dinyatakan dalam Persamaan

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Penyiasat

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Penerbit

دار النوادر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lokasi Penerbit

سوريا

Genre-genre

وإلا فإنه سبحانه بصير بكل شيء. ومن لطائف الاعتبارات بأحوال الأمم الماضية: ما رواه أبو نعيم في "الحلية"، وغيره عن علقمة بن مرثد: أنه قيل للربيع بن خُثيم رحمه الله تعالى حين أصابه الفالج: لو تداويت! قال: لقد علمت أن الدواء حق، ولكن ذكرت عادًا وثمودًا وأصحاب الرس، وقرونا بين ذلك كثيرًا؛ كانت فيهم الأوجاع، وكانت لهم الأطباء، فما بقي المداوِي، ولا المداوَى (١). وجه الاعتبار: أن المقيم في هذه الدنيا على أي حالة من نعمى أو بؤس، أو صحة أو مرض، فإن ثواه فيها قليل، ولا بد من الموت والانتقال إلى دار أخرى، واستعمال الدواء لا يفيد دفاع الموت - وإن أفاد البرء من المرض - فلا ينبغي الاهتمام به، بل بما ينفع في الدار الآخرة، فإن عادًا وثمودًا، وسائر الأمم الماضية انقضت أيامهم، وبقيت آثامهم، فينبغي أن لا يكون على ما كانوا عليه من الاهتمام بنعيم الدنيا، ودفع مكروهها، بل بما نحن إليه صائرون، وعليه عابرون. وقال أبو العتاهية في معنى كلام الربيع: [من الكامل] إِنَّ الطَّبِيْبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِه ... لا يَسْتَطِيع دِفاعَ مَكْرُوهٍ أتىْ

(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٠٦).

1 / 110