في الحديث من أول البخاري وغيره، وإلى الآن في صحبته من سنة إحدى وتسعين وتسع مئة ثلاثَ عشرة سنة - أطال الله صحبتَنا، ومتَّعني بحياته، ونفعني ببركته (١) -.
ولزِمْتُ شيخَنا مفتي الفِرَق شيخَ الإسلام أبا الفضل محمد محبّ الدين القاضي الحنفي (٢) - أعزَّ الله جانبه -، فقرأتُ "شرحَه على منظومة الشيخ العلامة محب الدين بن الشحنة"؛ كما تقدم في ترجمته، ومن أوائل "المُطَوَّل"، وقرأتُ عليه نحو ربع "صحيح البخاريِّ"، وكتب لي به وبغيره إجازة بخطِّه، وهو - متَّع الله بحياته - إلى الآن يُوصِلُ إلينا إحسانَه وإنعامَه، علمًا وثناءً ومالًا، وغير ذلك مما لا نستطيع مكافأته إلَّا أن يجازيَهُ الله عنَّا أحسنَ الجزاء، ويمتِّعنا بحياته وعلومِه ما تعاقب الصباحُ والمساء.
وقرأت على السيد الشريف، الحسيب النسيب، الامام، العلامة، اللَّوْذَعِيِّ المحقِّقِ، الفَهَّامة، قاضي القضاة في حلب، ثم المدينةِ، ثم آمد بضميمة الإفتاء بها وقضاءِ البيرةِ السيدِ محمدِ بنِ السيدِ محمدِ بنِ السيدِ حسنٍ السُّعوديّ - تغمَّده الله تعالى برحمته - حين قدم علينا دمشق الشام