[مُقَدِّمَةُ الكِتَابِ]
فأما مقدمة هذا الكتاب وسابقته، وغُرَّة هذا المؤلَّف وفاتحته:
فاعلم - وفقني الله تعالى وإياك إلى الْمَحَابِّ، وهدانا إلى الصواب - أن التشبه عبارة عن محاولة الإنسان أن يكون شبه المتشبه به، وعلى هيئته، وحِليته، ونَعته، وصفته، أو هو عبارة عن تكلف ذلك، وتقصُّده، وتعمُّله.
والشِّبْه - بالكسر والسكون، وبفتحتين -: المِثْل؛ كالشبيه.
يقال: أشبهه، وتشبه به؛ ماثله.
ويقال: اشتبها، وتشابها؛ أشبه كلٌّ منهما الآخر.
ومنه قول القائل: [الكامل]
رَقَّ الزُّجاجُ وَرَقَّتِ الْخَمْرُ ... وَتَشابَها فَتَشاكَلَ الأَمْرُ
فَكَأَنَّمَا خَمْرٌ وَلا قَدَحٌ ... وَكَأَنَّمَا قَدَحٌ وَلا خَمْرُ (١)