نرجو الله أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقًا، ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلً ويرزقنا ... اجتنابه " (١).
* وحب النبي ﷺ لابد وأن يتبعه العمل بما جاء، يقول محقق كتاب حقوق آل البيت لشيخ الإسلام ابن تيمية:
" وكان اجتماعه بهم، واقتداؤهم به في العمل عاملا رئيسيًّا في تحويل حبهم النفسي إلى حب عقلي وجداني بلغ قمته في قول الأنصار: " والله يا رسول الله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك". وكانت عهودهم معه تنص على: أن يحموه مما يحمون به أنفسهم وأهليهم ... وبذلوا دماءهم تعبيرًا صادقًا عن حب الله ورسوله، وطاعة الله ورسوله ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ...﴾ (٢) عبّروا عن حبهم بالعمل على مقتضى سنته ومقتضى القرآن لا يحيدون ولا يكسلون، وعلموا: أن الحب هو الموافقة في القول والعمل والسمت والحلية وداسوا في سبيل العمل كل زينة وكل بهرج تهواه النفس بخداعها وضلالها ومحاولتها الحيدة بصاحبها عن المنهاج السوي (٣).
* فالعمل والمظهر هما وجهان لعملة واحدة وهي حسن السمت، وهما مقترنان لا يفترقان أبدًا، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن كيفية أن تقتضي الصراط المستقيم:
" الصراط المستقيم: أمور باطنة، وأمور ظاهرة، وبينهما مناسبة،ثم إن الصراط المستقيم هو أمور باطنة في القلب: من اعتقادات، وإرادات، وغير ذلك، وأمور ظاهرة: من أقوال، أو أفعال قد تكون عبادات، وقد تكون أيضًا عادات في الطعام واللباس، والنكاح والمسكن والاجتماع والافتراق، والسفر والإقامة، والركوب وغير ذلك؛ وهذه الأمور الباطنة
_________
(١) أضواء البيان (٤/ ١٦١ - ١٦٢).
(٢) سورة النساء من الآية / ٨٠.
(٣) انظر: " حقوق آل البيت " شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، مقدمة المحقق: عبد القادر عطا ص: ٧، (ط) دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، د ت.
1 / 31