الناس واللباس والكلام والمظهر الخارجي، كل هذا سيؤدي بك إلى أن تكون حسن السمت ... وكذلك فاتباع العلماء وملازمتهم والقرب منهم يجعلك تلتقط أشياء كثيرة تؤدي بك في النهاية إلى أن تكون ممن حسُن سمتهم، ولعلك في التزامك لأبيك - إن كان ممن اشتهر بحسن السمت - ما يضفي عليك حلة جمال السمت ويلبسك عباءته، من ذلك التزام الصحابة مثلًا لنبيهم ﷺ، فكانوا ينظرون لكل أفعاله ويقلدوها، بل وسكناته أيضًا، ولعل التزامك بحسن المظهر يدفعك إلى تحسين ما بداخلك، لذا حث العلماء على التحلي بالزي الإسلامي كارتداء الجلباب والسروال، واستعمال السواك والتطيب وإعفاء اللحية وهي من أهم الأشياء التي تضفي على صاحبها حسن السمت وقام العلامة الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى:
﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤)﴾ (طه: ٩٤)، يقول:
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن هارون قاله لأخيه موسى ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ...﴾ وذلك يدل على أنه لشدة غضبه أراد أن يمسك برأسه ولحيته وقد بين تعالى في "الأعراف" أنه أخذ برأسه يجره إليه، وذلك في قوله: ﴿... أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ ...﴾،
وقوله: ﴿... وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ من بقية كلام هارون.
أي: خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل، وأن تقول لي لم ترقب قولي أي لم تعمل بوصيتي وتمتثل لأمري. تنبيه:
هذه الآية الكريمة بضميمة آية "الأنعام" إليها تدل على لزوم إعفاء اللحية، فهي دليل قرآني على إعفاء اللحية وعدم حلقها، وآية الأنعام المذكورة هي قوله تعالى: ﴿... وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ ...﴾.
1 / 29